وخطب المنصور (١) فقال :
الحمد لله أحمده وأستعينه ، وأتوكل عليه ، وأؤمن به ، وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له.
فاعترض معترض فقال : أذكرك من ذكّرت به. فأقبل عليه بوجهه وقال : سمعا سمعا لمن فهم عن (٢) الله أمره ، وذكّر به ، وأعوذ به أن أكون جبارا شقيا (٣) ، وأن تأخذني (٤) العزة بالإثم (قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَما أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ) (٥).
أيها القائل ما أردت الله بقولك ، ولكن أردت (٦) أن يقال قام ، فقال ، فعوقب فصبر.
وأهون بها وبقائلها (٧) ، لو هممت فاهتبلها إذ غفرت (٨) ، فإياكم ومثلها ، فإنّ الموعظة علينا نزلت ، ومن عندنا أخذت (٩) فردوا الأمر إلى (١٠) أهله يوردوه كما أوردوه. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
واستمر في خطبته كما يقرأها في كتاب.
وفي خطبة عبد الله بن علي (١١) لما قتل مروان بن محمد قال :
__________________
(١) راجع الطبري : ٩ / ٣١١ مع فروق في الرواية. والنص في عيون الأخبار ٢ / ٣٣٦ ، ونثر الدر ٣ / ٨٨.
(٢) في الأصل : (عز).
(٣) إشارة إلى قوله تعالى : (وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً) مريم : ٣٢ وفي عيون الأخبار ٢ / ٣٣٦ : عصيا.
(٤) في الأصل : في العزة والتصويب من عيون الأخبار.
(٥) الأنعام : ٥٦.
(٦) في عيون الأخبار : (ولكن حاولت أن يقال ...).
(٧) في الأصل : (ولقائها) والتصويب من عيون الأخبار.
(٨) في عيون الأخبار : (إذ عفوت وإياكم معشر الناس وأختها).
(٩) في عيون الأخبار : (انبثت).
(١٠) في الأصل : (لي).
(١١) في الأصل : (علي بن عبد الله) وهو تحريف صوابه عبد الله بن علي وهو أمير عباسي ، عمّ الخليفة أبي جعفر المنصور ، وهو الذي هزم مروان بن محمد بالزاب ، وتبعه إلى دمشق. توفي سنة ١٤٧ ه. انظر تاريخ بغداد ١٠ / ٨ الطبري ٧ / ٤٣٢.