وأما النار التي من أكبر الماعون (١) ، وأعظم المرافق (٢) في هذه الدنيا [فقد ذكر الله نعمته فيها على عباده فقال :
(الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ)] (٣).
وقال عز ذكره : (أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (٧١) أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِؤُنَ) (٤). ثم قال سبحانه : (نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً وَمَتاعاً لِلْمُقْوِينَ) (٥) أي تذكرة وتبصرة (٦) بما فيها من مقادير النعم ، وتوهّم ما فيها من تصاريف النقم.
وقد علمنا أن الله تعالى قد عذّب الأمم في هذه الدنيا بالغرق (٧) وبالرياح وبالحاصب (٨) وبالرجم والصواعق وبالخسف والمسخ (٩) وبالجوع والنقص من الثمرات ، ولم
__________________
(١) الماعون : ما ينتفع به (كذا شرحها محقق الحيوان).
(٢) في الأصل : (الموافق) والتصويب من الحيوان. وبعدها : (ولو لم يكن فيها إلا أن الله عزوجل قد جعلها الزاجرة عن المعاصي لكان ذلك مما يزيد في قدرها وفي نباهة ذكرها).
(٣) يس : ٨٠ ، وما بين المعكوفين غير موجود في نص الحيوان.
(٤) الواقعة ٧١ ـ ٧٣ وفي الأصل : (تذكرة) ، وفي الحيوان : (فتن عند قوله : (نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً وَمَتاعاً) فإن كنت بهذا القول مؤمنا فتذكر ما فيها من النعمة أولا ثم آخرا ثم توهم مقادير النعم وتصاريفها).
(٥) الواقعة ٧١ ـ ٧٣ وفي الأصل : (تذكرة) ، وفي الحيوان : (فتن عند قوله : (نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً وَمَتاعاً) فإن كنت بهذا القول مؤمنا فتذكر ما فيها من النعمة أولا ثم آخرا ثم توهم مقادير النعم وتصاريفها).
(٦) في الأصل : (تذكرة وتبصرة).
(٧) في الحيوان : (وقد علمنا أن الله عذب الأمم بالغرق و..).
(٨) في الأصل : (وبالخاصب) مصحفة.
(٩) زيادة ليست في الأصل.