وله (الصابي) من
عهد إلى قاضي القضاة ابن معروف :
أمره باعتقاد
التقى ، فإنها من شعار الهدى ، وأن يراقب الله مراقبة المتحرز من وعيده ، المنجز لمواعيده ، وتطهير قلبه موبقات الوساوس ويهذبه من دنيات الهواجس ، ويأخذ نفسه بما أخذ أهل الدين ، ويكلّفها كلف
الأبرار الموقنين ، ويمنعها من أباطيل الهوى وأضاليل المنى ، فإنها أمّارة
بالسوء ، لا ترجع عن مضارها إلّا بالشكائم ، ولا تنقاد لمن تحب إلّا بالخزائم ، فمن أمسكها وثناها نجّاها ، ومن أطلقها وأهرجها أرداها ، وأولى من جعل تقوى الله دأبه وديدنه والخيفة منه منهاجه وسننه من ارتدى رداء الحكام ، وأمر ونهى في الأحكام ، وتصدر لكف
الظالم ورد المظالم ، وإيجاب الحدود ودرئها وتحليل الفروج وحظرها ، وأخذ الحقوق وإعطائها ، وتنفيذ القضايا وإمضائها ، إذ
ليس له أن يأمر ولا يأتمر ويزجر ولا ينزجر ، ويأتي ما ينهى وينهى عما يأتي مثله ، بل هو محقوق بأن
__________________