والإحاطة بمبالغ التجارات لإيتاء الزكاوات (١) ، والوقوف على النصابات في إخراج الصدقات في امور دنياهم (٢) من المبايعات والمعاملات والتجارات والمقاسمات وغيرها من التواريخ والمواعيد والمواكيد فقال : (الرَّحْمنُ (١) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (٢) خَلَقَ الْإِنْسانَ (٣) عَلَّمَهُ الْبَيانَ) (٣) ثم قال : (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ) (٤).
وبالبيان عرف الإنسان القرآن ، وقال تعالى : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ) (٥) وأجرى الحساب مجرى إنسان ، وألحق البيان بالقرآن.
وقال جل ذكره : (فالِقُ الْإِصْباحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْباناً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) (٦) ، وقال تعالى : (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) (٧) ، وقال : (وَهُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ) (٨).
يخبر في جميع ذلك أن المرجع في جميع ما يجهل قدره إلى العدد والحساب اللذين (٩) بهما يوصل إلى معرفة حقائق الأشياء. ومن أجل ذلك صار كل شيء مما تعاطى الناس علمه محتملا لوقوع الخلاف فيه ، ما خلا الحساب فإنه الشيء الذي لا يقع تنازع ولا خلاف فيه ؛
__________________
(١) في الأصل : (الزكوات).
(٢) في الأصل : (ديناهم من المباتعات).
(٣) الرحمن : ١ ـ ٤.
(٤) الرحمن : ٥.
(٥) يونس : ٥.
(٦) الأنعام : ٩٦.
(٧) يس : ١٢.
(٨) الأنعام : ٦٢.
(٩) في الأصل : (الدين) محرفة.