المبلّغ المعصوم من الخط البديل (١) ، ولكنه عليهالسلام علم أن الكتاب أشبه بتلك الحال وأليق (٢) بتلك المراتب ، وأبلغ في تعظيم ما حواه الكتاب.
ولو شاء الله أن يجعل الشارات بالرسالات (١٦) على الألسنة ، ولم يودعها (٣) الكتب لفعل ، ولكنه علم أن ذلك أتم وأكمل وأفخم وأجمع فقال تعالى : (أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِما فِي صُحُفِ مُوسى (٣٦) وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى) (٤) ، فذكر صحف موسى الموجودة (٥) وصحف إبراهيم البائدة المعروفة ، ليعرف الناس مقدار النفع والمصلحة في الكتب.
فصل
في ضد ذلك
قال بعض مجان (٦) الحكماء : ما لقينا من الكتاب في الدنيا والآخرة؟! أما في الدنيا فقد بلينا به ، وأخذنا بحفظ فرائضه وإقامة شرائطه ، وأما في الآخرة فإنا نلقاه منشورا (٧) ينبئ عن سرائرنا وخفايا صدورنا وأمورنا.
ذكر الجاحظ عامة الكتاب (٨) فقال :
__________________
(١) في الأصل : (والسديل) محرفة.
(٢) في الأصل : (وألصق) محرفة.
(١٦) في الأصل : (بالمرسلين).
(٣) في الأصل : (يود عنها).
(٤) النجم : ٣٦ ، ٣٧.
(٥) في الأصل : (الموجود).
(٦) في الأصل : (مجاز) محرفة.
(٧) شارة إلى قوله تعالى : (وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً ...) الإسراء : ١٣.
(٨) النص في تحسين القبيح ص ٨٦ في عيوب الكتاب وفي (ذم الكتاب) ضمن رسائل الجاحظ ٢ / ١٩٩ تحقيق هارون ، وفيه : (جلس الجاحظ يوما في بعض الدواوين ، فتأمل الكتاب فقال : خلق حلوة ، وشمائل. معشوقة وتظرف ... وقد استحسن الجاحظ في البيان والتبيين ١ / ١٣٧ أساليب الكتاب فقال : (أما أنا فلم أر قط أمثل طريقة من الكتاب ، فإنهم قد التمسوا في الألفاظ ما لم يكن متوعرا وحشيا ولا ساقطا سوقيا).