ومن آيات توفيق
الله جل شأنه .. أن هداني عند إعداد كتاب (الإسلام دين ودنيا) الذي صدر للمرة
الأولى عام ١٩٥٩ إلى أن أجد أن الدنيا تكررت في القرآن الكريم قدر ما تكررت
الآخرة. وأن أجد أن الشياطين تكررت قدر ما تكررت الملائكة عند ما كنت أعد كتابي (عالم
الجن والملائكة) الذي صدر للمرة الأولى عام ١٩٦٨ ـ ولقد أشرت إلى ذلك في كل منهما
..
وما كنت أدرى أن
التناسق والاتزان يشمل كل ما جاء في القرآن الكريم .. فكلما بحثت في موضوع وجدت
عجبا وأي عجب .. تماثل عددي .. وتكرار رقمي .. أو تناسب وتوازن في كل الموضوعات
التي كانت موضع البحث .. الموضوعات المتماثلة أو المتشابهة أو المتناقضة أو
المترابطة .. إنها معجزة وأي معجزة .. وإنها لصورة من صور الإعجاز التي يمكن لأي
باحث أو دارس أو قارئ أن يستعرضها إلا ويؤمن الإيمان الكامل المطلق أن هذا القرآن
لا يمكن إلا أن يكون وحي الله سبحانه وتعالى لآخر أنبيائه وخاتم رسله .. لأنه شيء
فوق القدرة .. وأعلى من الاستطاعة وأبعد من حدود العقل البشري.
ولقد وجدت أن ما
هداني ربي إليه في هذا الشأن لا بد أن ينشر وأن يذاع وأن يعرض على أوسع نطاق ..
وإلى أبعد حد .. ليحمل الوجه الجديد للإعجاز القرآني .. إنه الإعجاز العددي للقرآن
الكريم ..
وإذا كان ما وصلت
إليه هو ناتج دراسة في بضعة ألفاظ القرآن الكريم التي تبلغ تحديدا ٥١٩٢٤ .. إنه
أمر يجب أن يقال .. وأن يزاد .. وأن يعاد ..
وكما تعوّدت أن
أعرض عليك يا قارئي العزيز كل ما أصل إليه فلقد وددت أن أبدأ بك .. حتى إذا اقتنعت
واطمأننت قدر ما كان مني .. شاركتني الدعوة .. إلى دين الله الحنيف وأن نتكاتف
سويا في تبليغ هذا الوجه من الإعجاز إلى كل من وصلهم وإلى كل من لم يصلهم أوجه
إعجاز