كلمة في المجموعة السادسة من قسم المفصل
ترددت كثيرا في تحديد حدود المجموعة السادسة بدايتها ونهايتها وعدد سورها ، فمن القديم كان مستقرا في حسي وقلبي أن سورة الحاقة بداية مجموعة ، إلا أنني لاحظت أن سورة الحاقة تشبه سورة الواقعة شبها عجيبا في مضمونها ، وفي نهايتها ؛ فسورة الواقعة تنتهي بقوله تعالى : (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) وكذلك سورة الحاقة ، ومضمون سورة الحاقة يشبه إلى حد بعيد مضمون سورة الواقعة ، وقد رأينا أن سورة الواقعة كانت نهاية مجموعة ، ولم تكن بداية مجموعة. وبعد التأمل الطويل رجحت أن سورة الحاقة بداية مجموعة ، وأنها هي والسور الخمس بعدها مجموعة واحدة ، ومن قبل قلنا إن المعاني وحدها هي التي لها الحكم النهائي ، وقد رأيت أن المعاني توصل إلى هذه النتيجة.
وإذن فمن خلال المعاني يتبين أن السور الست التي ذكرناها تشكل مجموعة واحدة ، ومن خلال المعاني نرى أن الحاقة والمعارج ونوح والجن تفصل في مقدمة سورة البقرة ، وأن سورتي المزمل والمدثر تفصلان في الآيات السبع بعد المقدمة ، وسنرى أدلة ذلك أثناء الكلام عن هذه السور.
والمجموعة وهي تفصل تكمل البناء ، وتوضح الطريق ، ويرافق فيها الإقناع الدعوة إلى بذل الجهد في كل جانب من الجوانب ولنبدأ عرض سور المجموعة.