اللهم أعط منفقا خلفا وأعط ممسكا تلفا» وأنزل الله في ذلك القرآن : (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى) ورواه ابن أبي حاتم ..
روى ابن جرير ـ ذاكرا أن هذه الآية نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه ـ عن عامر بن عبد الله بن الزبير قال : كان أبو بكر رضي الله عنه يعتق على الإسلام بمكة ، فكان يعتق عجائز ونساء إذا أسلمن ، فقال له أبوه : أي بني أراك تعتق أناسا ضعفاء فلو أنك تعتق رجالا جلداء يقومون معك ويمنعونك ويدفعون عنك؟ فقال : أي أبت إنما أريد ـ أظنه قال ـ ما عند الله. قال : فحدثني بعض أهل بيتي أن هذه الآية أنزلت فيه (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى) ..).
٤ ـ بمناسبة قوله تعالى : (فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى) روى ابن كثير : (روى الإمام أحمد عن سماك بن حرب قال : سمعت النعمان بن بشير يخطب يقول : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يخطب يقول : «أنذرتكم النار» حتى لو أن رجلا كان بالسوق لسمعه من مقامي هذا ، قال : حتى وقعت خميصة كانت على عاتقه عند رجليه. وروى الإمام أحمد عن أبي إسحاق قال : سمعت النعمان بن بشير يخطب ويقول : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إن أهون أهل النار عذابا يوم القيامة رجل توضع في أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه» رواه البخاري. وروى مسلم عن أبي إسحاق عن النعمان بن بشير قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن أهون أهل النار عذابا من له نعلان وشراكان من نار يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل ما يرى أن أحدا أشد منه عذابا وإنه لأهونهم عذابا»).
٥ ـ بمناسبة قوله تعالى : (لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى) قال ابن كثير : (روى الإمام أحمد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا يدخل النار إلا شقي» قيل : ومن الشقي؟ قال : «الذي لا يعمل بطاعة ولا يترك لله معصية» وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «كل أمتي تدخل الجنة يوم القيامة إلا من أبى» قالوا : ومن يأبى يا رسول الله؟ قال : «من أطاعني دخل الجنة ، ومن عصاني فقد أبى» ورواه البخاري.
٦ ـ بمناسبة قوله تعالى : (وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى* الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى ...) قال ابن كثير : (وقد ذكر غير واحد من المفسرين أن هذه الآيات نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه حتى إن بعضهم حكى الإجماع من المفسرين على ذلك ، ولا شك أنه