أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ) هذا تعظيم لشأن العقبة التي ينبغي أن تقتحم ، ثم فسرها بثلاثة أشياء :
١ ـ (فَكُّ رَقَبَةٍ) أي : إعتاق رقبة أو المساعدة على إعتاقها.
٢ ـ (أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ) أي : ذي مجاعة (يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ) أي : ذا قرابة (أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ) أي : ذا افتقار فهو من فقره لصق في التراب ، وأصبح التراب مأواه.
٣ ـ (ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ) أي : كان من المؤمنين العاملين. والمتواصين بالصبر على أذى الناس ، وبالرحمة بهم ، أو تواصوا بالصبر عن المعاصي وعلى الطاعات ، والمحن التي يبتلى بها المؤمن وتواصوا بالتراحم فيما بينهم (أُولئِكَ) أي : الموصوفون بهذه الصفات (أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ) أي : أصحاب اليمين.
كلمة في السياق :
بعد أن ذكر الله عزوجل الإنسان بأمهات من نعمه عليه. طالبه أن يشكر هذه الأيادي بالأعمال الصالحة من فك الرقاب ، وإطعام اليتامى والمساكين ثم بالإيمان الذي هو أصل كل طاعة ، وأساس كل خير ، وبالصبر الذي بدونه لا يكون إيمان ، وبالرحمة التي هي من أعظم ثمرات الإيمان ، وبالتواصي الذي به يستمر السير ، وإذ بين الله عزوجل هذا وعرفنا أن المتصفين بهذه الصفات هم أصحاب اليمين يعرفنا الآن على أصحاب الشمال.
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا) أي : بالقرآن أو بدلائلنا (هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ) أي : أصحاب الشمال (عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ) أي : مطبقة ، أي : مغلقة الأبواب ، قال ابن كثير : أي : مطبقة عليهم فلا محيد لهم عنها ولا خروج لهم منها.
كلمة في السياق :
١ ـ عرفنا من السورة أن هناك أصحاب يمين وأصحاب شمال ، وأن أصحاب