أفقر ، وإلى الشكر إذا أغنى ، وإلى إكرام اليتيم ، وإلى الحض على طعام المسكين ، وإلى أكل الحلال ، وأداء الحقوق ، وإلى الاعتدال في حب المال والدنيا ، وإلى الوصول إلى اليقين والاطمئنان ، وكل ذلك قضايا في التقوى ، كما حذرت من عكس هذه الأخلاق ، ومن الطغيان والفساد ، وكل ذلك من أخلاق الكفر.
الفوائد :
١ ـ بمناسبة قوله تعالى : (وَلَيالٍ عَشْرٍ) قال ابن كثير : (والليالي العشر المراد بها عشر ذي الحجة كما قاله ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغير واحد من السلف والخلف ، وقد ثبت في صحيح البخاري عن ابن عباس مرفوعا : «ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله فيهن من هذه الأيام» يعني : عشر ذي الحجة. قالوا : ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال «ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلا خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشىء». وقيل المراد بذلك العشر الأول من المحرم حكاه أبو جعفر بن جرير ولم يعزه إلى أحد. وقد روي عن ابن عباس (وَلَيالٍ عَشْرٍ) قال : هو العشر الأول من رمضان ، والصحيح القول الأول روى الإمام أحمد عن جابر عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «إن العشر عشر الأضحى ، والوتر يوم عرفة ، والشفع يوم النحر» ورواه النسائي وابن جرير وابن أبي حاتم من حديث زيد ابن الحباب به وهذا إسناد رجاله لا بأس بهم وعندي أن المتن في رفعه نكارة ، والله أعلم).
٢ ـ في قوله تعالى : (وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ) أقوال كثيرة أجملناها في التفسير وههنا ننقل مجموع هذه الأقوال كما عرضها ابن كثير : (وقوله تعالى : (وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ) قد تقدم في هذا الحديث أن الوتر يوم عرفة لكونه التاسع ، وأن الشفع يوم النحر لكونه العاشر ، وقاله ابن عباس وعكرمة والضحاك أيضا. (قول ثان) وروى ابن أبي حاتم عن واصل بن السائب قال : سألت عطاء عن قوله تعالى : (وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ) قلت : صلاتنا وترنا هذا؟ قال : لا ولكن الشفع يوم عرفة ، والوتر ليلة الأضحى. (قول ثالث) روى ابن أبي حاتم عن أبي سعيد بن عوف أنه سمع عبد الله بن الزبير يخطب الناس فقام إليه رجل فقال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن الشفع والوتر فقال : الشفع قول الله تعالى : (فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ) والوتر قوله تعالى : (وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ). وقال ابن جريج : أخبرني محمد بن المرتفع أنه سمع ابن الزبير يقول : الشفع أوسط أيام التشريق ، والوتر آخر أيام التشريق. وفي الصحيحين من رواية أبي هريرة عن