فوائد :
١ ـ بمناسبة قوله تعالى : (وَالذَّارِياتِ ذَرْواً* فَالْحامِلاتِ وِقْراً* فَالْجارِياتِ يُسْراً* فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً ...) قال ابن كثير : (قال شعبة بن الحجاج ... عن أبي الطفيل أنه سمع عليا رضي الله عنه ، وثبت أيضا من غير وجه عن أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب رضي الله عنه أنه صعد منبر الكوفة فقال : لا تسألوني عن آية في كتاب الله تعالى ولا عن سنة رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلا أنبأتكم بذلك ، فقام إليه ابن الكواء فقال يا أمير المؤمنين ما معنى قوله تعالى (وَالذَّارِياتِ ذَرْواً)؟ قال علي رضي الله عنه : الريح ، قال (فَالْحامِلاتِ وِقْراً)؟ قال رضي الله عنه : السحاب ، قال (فَالْجارِياتِ يُسْراً)؟ قال رضي الله عنه : السفن ، قال (فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً)؟ قال رضي الله عنه : الملائكة).
٢ ـ عند قوله تعالى : (وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ) قال ابن كثير : (روى ابن جرير عن أبي قلابة عن رجل من أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «إن من ورائكم الكذاب المضل ، وإن رأسه من ورائه حبكا حبكا» يعني بالحبك : الجعودة ، وعن أبي صالح (ذاتِ الْحُبُكِ) الشدة ، وقال خصيف (ذاتِ الْحُبُكِ) ذات الصفاقة ، وقال الحسن بن أبي الحسن البصري (ذاتِ الْحُبُكِ) حبكت بالنجوم). أقول : من مثل هذه الأقوال يمكن أن نفهم أن المراد بالحبك في الآية المجرات.
٣ ـ بمناسبة قوله تعالى : (كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ) قال ابن كثير : (وقال الحسن البصري (كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ) كابدوا قيام الليل فلا ينامون من الليل إلا أقله ، ونشطوا فمدوا إلى السحر ، حتى كان الاستغفار بسحر ، وقال قتادة : قال الأحنف بن قيس : (كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ) كانوا لا ينامون إلا قليلا ، ثم يقول : لست من أهل هذه الآية. وقال الحسن البصري : كان الأحنف بن قيس يقول عرضت عملي على عمل أهل الجنة فإذا قوم قد باينونا بونا بعيدا ، إذا قوم لا نبلغ أعمالهم كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ، وعرضت عملي على عمل أهل النار فإذا قوم لا خير فيهم ، مكذبون بكتاب الله وبرسل الله ، مكذبون بالبعث بعد الموت ، فقد وجدت من خيرنا منزلة قوما خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا. وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال رجل من بني تميم لأبي : يا أبا أسامة : صفة