عن امتثال أمر ربهم (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ) أي : العذاب ، قال النسفي : وكل عذاب مهلك : صاعقة (وَهُمْ يَنْظُرُونَ) قال النسفي : لأنها كانت نهارا يعاينونها (فَمَا اسْتَطاعُوا مِنْ قِيامٍ) أي : من هرب ولا نهوض (وَما كانُوا مُنْتَصِرِينَ) أي لا يقدرون على أن ينتصروا مما هم فيه قال النسفي : (أي) ممتنعين من العذاب ، أو لم يمكنهم مقابلتنا بالعذاب لأن معنى الانتصار المقابلة.
تفسير المجموعة الخامسة
(وَقَوْمَ نُوحٍ) قال النسفي : أي : وفي قوم نوح آية (مِنْ قَبْلُ) أي من قبل هؤلاء المذكورين (إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ) أي : كافرين.
كلمة في السياق :
بعد أن عرض الله عزوجل علينا هذه النماذج من آياته المعطوفة على آياته في الأرض والأنفس ، يعرض علينا ثلاث آيات أخرى ليست معطوفة على ما قبلها في الإعراب ، ولكنها من حيث المعنى استمرار لعرض الآيات.
تفسير المجموعة السادسة
(وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ) أي : بقوة (وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) هذه السماء باطراد ، فهي دائما في توسع أو قد جعلناها واسعة ، وفي الآية معجزة كونية سنراها في الفوائد (وَالْأَرْضَ فَرَشْناها) قال ابن كثير : أي : جعلناها فراشا للمخلوقات ، وقال النسفي : أي : بسطناها ومهدناها (فَنِعْمَ الْماهِدُونَ) نحن (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ) وهذه معجزة كونية أخرى سنراها في الفوائد (لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) قال ابن كثير : أي : لتعلموا أن الخالق واحد لا شريك له ، وقال النسفي : أي فعلنا ذلك كله من بناء السماء وفرش الأرض وخلق الأزواج لتتذكروا ؛ فتعرفوا الخالق وتعبدوه (فَفِرُّوا إِلَى اللهِ) قال النسفي : (أي : من الشرك إلى الإيمان بالله ، أو من طاعة الشيطان إلى طاعة الرحمن ، أو مما سواه إليه) وقال ابن كثير : أي : الجاؤا إليه واعتمدوا في أموركم عليه (إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ) أي : واضح النذارة (وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ) أي : لا تشركوا به شيئا (إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ) قال النسفي : (التكرير للتوكيد ، والإطالة في الوعيد أبلغ).