٣ ـ بمناسبة قوله تعالى : (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا) قال ابن كثير : (وقد روى أهل السنن من حديث عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلا قال : يا رسول الله إني ظاهرت من امرأتي فوقعت عليها قبل أن أكفر فقال : «ما حملك على ذلك يرحمك الله؟» قال رأيت خلخالها في ضوء القمر قال : «فلا تقربها حتى تفعل ما أمرك الله عزوجل» وقال الترمذي : حسن غريب صحيح ورواه أبو داود والنسائي من حديث عكرمة مرسلا قال النسائي : وهو أولى بالصواب).
٤ ـ بمناسبة قوله تعالى : (تِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ) قال الألوسي : (وقال ناصر الدين البيضاوي : أو يضعون أو يختارون حدودا غير حدود الله تعالى ورسوله صلى الله تعالى عليه وسلم ومناسبته لما قبله في غاية الظهور.
قال المولى شيخ الإسلام سعد الله جلبي : وعلى هذا ففيه وعيد عظيم للملوك وأمراء السوء الذين وضعوا أمورا خلاف ما حده الشرع وسموها اليسا والقانون ، والله تعالى المستعان على ما يصفون. أ. ه ، وقال شهاب الدين الخفاجي بعد نقله : وقد صنف العارف بالله الشيخ بهاء الدين رحمهالله تعالى رسالة في كفر من يقول : يعمل بالقانون والشرع إذا قابل بينهما ، وقد قال تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) وقد وصل الدين إلى مرتبة من الكمال لا يقبل التكميل).
٥ ـ بمناسبة قوله تعالى : (ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا) قال النسفي : (وتخصيص الثلاثة والخمسة لأنها نزلت في المنافقين وكانوا يتحلقون للتناجي مغايظة للمؤمنين على هذين العددين ، وقيل ما يتناجى منهم ثلاثة ولا خمسة ولا أدنى من عدديهم ولا أكثر إلا والله معهم يسمع ما يقولون ، ولأن أهل التناجي في العادة طائفة من أهل الرأي والتجارب وأول عددهم الاثنان فصاعدا إلى خمسة إلى ستة إلى ما اقتضته الحال ، فذكر ـ عزوجل ـ الثلاثة والخمسة وقال : ولا أدنى من ذلك فدل على الاثنين والأربعة وقال ولا أكثر فدل على ما يقارب هذا العدد).
٦ ـ في سبب نزول قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى ثُمَّ يَعُودُونَ لِما نُهُوا عَنْهُ) قال ابن كثير : (قال ابن أبي نجيح عن مجاهد (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى ثُمَّ يَعُودُونَ لِما نُهُوا عَنْهُ) قال : اليهود ، وكذا قال مقاتل ابن حيان وزاد كان بين النبي صلىاللهعليهوسلم وبين اليهود موادعة وكانوا إذا مر بهم الرجل من