قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الأساس في التفسير [ ج ١٠ ]

296/607
*

٢ ـ من قوله تعالى في ختام الآيات السابقة : (وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ) نعلم جهل الذين يتصورون أن الإسلام عقائد وعبادات فقط فالإسلام عقائد وشعائر وشرائع يجب الإيمان بها جميعا وإلا فهو الكفر.

٣ ـ الظهار في حد ذاته نقض غير صحيح لعقد موثق هو عقد الزواج ، قال الله عزوجل : (وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً) كما أنه قطع لما أمر الله به أن يوصل ، وهو البر بالأزواج ، ولذلك صلاته بالمحور (الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ).

٤ ـ ختم الله مقدمة سورة المجادلة بقوله تعالى : (ذلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ) ثم يأتي بعد ذلك في السورة المقطع الأول وهو مبدوء بقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا ...) فالصلة واضحة بين مقدمة سورة المجادلة وبين ما يأتي بعدها مباشرة ؛ فالأحكام الشرعية وجدت لتحقيق الإيمان بالله والرسول ، والرافضون لها والعاملون على تهديمها واستبدالها بغيرها محاربون لله والرسول ولذلك يأتي الحديث عنهم.

٥ ـ لاحظ التكامل بين سورتي الحديد والمجادلة : في سورة الحديد يأتي قوله تعالى : (آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ) و (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ) ، وفي سورة المجادلة يأتي قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا) و (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ) إنهما سورتان تتعانقان وتتكاملان ، ولا غرابة فهما مجموعة واحدة.

٦ ـ لاحظ صلة بداية المقطع اللاحق بالمحور : (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا) لاحظ صلة ذلك بقوله تعالى : (الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ) إن محادة الله ورسوله يدخل فيها نقض الميثاق ، وقطع ما أمر الله به أن يوصل ، والإفساد في الأرض والكبت الذي تهدد الله به المحادين مظهر من مظاهر خسارة الفاسقين.