ويقول : يا ذا الجلال والإكرام فقال : «قد استجيب لك»).
٩ ـ بمناسبة قوله تعالى : (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) قال النسفي : (أي كل وقت وحين يحدث أمورا ويجدد أحوالا ، كما روي أنه عليهالسلام تلاها فقيل له : وما ذلك الشأن؟ فقال : «من شأنه أن يغفر ذنبا ، ويفرج كربا ، ويرفع قوما ، ويضع آخرين» وعن ابن عيينة : الدهر عند الله يومان : أحدهما اليوم الذي هو مدة الدنيا فشأنه فيه الأمر والنهي ، والإحياء والإماتة ، والإعطاء والمنع ، والآخر يوم القيامة فشأنه فيه الجزاء والحساب. وقيل : نزلت في اليهود حين قالوا : إن الله لا يقضي يوم السبت شأنا. وسأل بعض الملوك وزيره عن الآية فاستمهله إلى الغد وذهب كئيبا يفكر فيها فقال غلام له أسود : يا مولاي أخبرني ما أصابك لعل الله يسهل لك على يدي ، فأخبره فقال : أنا أفسرها للملك فأعلمه فقال : أيها الملك شأن الله أنه يولج الليل في النهار ، ويولج النهار في الليل ، ويخرج الحي من الميت ، ويخرج الميت من الحي ، ويشفي سقيما ، ويسقم سليما ، ويبتلي معافى ، ويعافي مبتلى ، ويعز ذليلا ، ويذل عزيزا ، ويفقر غنيا ، ويغني فقيرا. فقال الأمير : أحسنت وأمر الوزير أن يخلع عليه ثياب الوزارة. فقال : يا مولاي هذا من شأن الله. وقيل : سوق المقادير إلى المواقيت ، وقيل : إن عبد الله بن طاهر دعا الحسين بن الفضل وقال له : أشكلت علي ثلاث آيات دعوتك لتكشفها لي : قوله تعالى : (فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ) وقد صح أن الندم توبة ، وقوله تعالى : (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) وقد صح أن القلم جف بما هو كائن إلى يوم القيامة ، وقوله تعالى : (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى) فما بال الأضعاف. فقال الحسين : يجوز أن لا يكون الندم توبة في تلك الأمة ، وقيل أن ندم قابيل لم يكن على قتل هابيل ، ولكن على حمله ، وكذا قيل ، (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى) مخصوص بقوم إبراهيم وموسى عليهماالسلام ، وأما قوله : (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) فإنها شئون يبديها لا شئون يبنديها ، فقام عبد الله وقبل رأسه ...). وقال ابن كثير : (قال الأعمش عن مجاهد عن عبيد بن عمير (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) قال : من شأنه أن يجيب داعيا ، أو يعطي سائلا ، أو يفك عانيا ، أو يشفي سقيما. وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : كل يوم هو يجيب داعيا ، ويكشف كربا ، ويجيب مضطرا ، ويغفر ذنبا ، وقال قتادة : لا يستغني عنه أهل السموات والأرض ، يحيي حيا ، ويميت ميتا ، ويربي صغيرا ، ويفك أسيرا ، وهو منتهى حاجات الصالحين وصريخهم ، ومنتهى شكواهم. وروى ابن أبي حاتم عن سويد بن حبلة هو الفزاري قال : إن ربكم كل يوم