وعرضت بعض آثار الإيمان بالغيب ، وفصلت في موضوع الصلاة والإنفاق ، وفصلت في موضوع الإيمان بما أنزل على محمد صلىاللهعليهوسلم وبما أنزل من قبله ، وفصلت في موضوع الإيقان بالآخرة ، فعرضت جوانب من عوالم الآخرة ، وأقامت الحجة على الكافرين فيها ، وحذرت وأنذرت وذكرت طرفا من مظاهر الفلاح للمتقين ، وطرفا من مظاهر الخسران للكافرين ، وفصلت في قضية التقوى والطريق إليها وخصائص أهلها ، وكل ذلك قد رأيناه تفصيلا ، ومع كون السور أدت دورها في التفصيل للمحور ، فقد كان لكل سورة سياقها الخاص بها ، فهي من ناحية وحدة متكاملة ، كما أنها جزء من وحدة متكاملة في هذا القرآن ، وقد رأينا أن أواخر كل سورة منها متصل بأوائل السورة اللاحقة ، وقد رأينا كيف أن سورة النجم انتهت بقوله تعالى : (أَزِفَتِ الْآزِفَةُ ...) وكيف أن سورة القمر تبتدىء بقوله تعالى : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) وصلة ذلك ببعضه بعضا لا تخفى ، فلنر سورة القمر التي تفصل في الآيتين اللاحقتين للآيات التي فصلتها السور الثلاث من أول سورة البقرة.