١٢ و ١٣ ـ (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ ...) هذه حكاية بيعة النساء للنبيّ (ص) فبعد أن أنهى بيعة الرجال بعد فتح مكة جاءته النساء وهو على الصّفا فنزلت هذه الشروط (إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ) كالرجال فالشروط هي أن يبايعن (عَلى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئاً) من الأصنام بل يوحدونه (وَلا يَسْرِقْنَ) من أزواجهنّ أو من الآخرين (وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَ) لا بالإسقاط ولا بالوأد ولا غيرهما (وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ) أي لا يكذبن في مولود يوجد (بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَ) ولا يلحقنه بأزواجهنّ وهو ليس منهم (وَلا يَعْصِينَكَ) يا محمد (فِي مَعْرُوفٍ) تأمر به لأنك لا تأمر إلّا بالبرّ والتقوى (فَبايِعْهُنَ) يا محمد (وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللهَ) أي اطلب العفو وغفران ذنوبهنّ (إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) متجاوز عنهنّ رحيم بهن. (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ) وهم اليهود ، فإن بعض فقراء المسلمين كانوا ينقلون أخبار المسلمين لهم ويستفيدون منهم فنهوا عن ذلك. فإن اليهود (قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ) أي ليس لهم أمل بثوابها (كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ) أي كما فقد الأمل الكافر الذي مات وصار في القبر من أيّ ثواب في الآخرة ويمكن أن يكون المعنى : كما يئس الكفار الأحياء من خير من دفنوهم من أمواتهم أو من عودتهم إلى الدنيا.
سورة الصف
مدنية ، عدد آياتها ١٤ آية
١ إلى ٤ ـ (سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ ...) إلخ مر معناه (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ) قيل إنه خطاب للمنافقين الذين تظاهروا بالإسلام ولم يبطنوه ، وقيل هو تنبيه للمؤمنين كي لا يقولوا ما لا يفعلونه (كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ) أي عظم المقت عند الله تعالى أن يقول الإنسان ما لا يفعله وأن يعد ولا يفي بوعده (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا ، كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ) أي الذين يصطفّون عند القتال في وجه الأعداء ليرهبوهم ، وهم يظهرون أمامهم كالبناء المتصل المستقيم المحكم.
٥ و ٦ ـ (وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي ...) أي اذكر يا محمد حين أنكر موسى (ع) على قومه إيذاءهم له بشتى أنواع الأذى (وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ) وأنتم تعرفون حقّا أني رسول الله بعثني لهدايتكم والرسول يعظّم ولا يؤذى (فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ) أي وحين مالوا عن الحق خلّاهم سبحانه وسوء اختيارهم وحجب عنهم ألطافه فمالت قلوبهم إلى الضلال (وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) أي لا يرشدهم إلى ما فيه الأجر والثواب الموصل إلى الجنّة.