سورة الممتحنة
مدنية ، عدد آياتها ١٣ آية
١ إلى ٢ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ ...) نهي منه سبحانه للمؤمنين عن أن يتخذوا الكافرين أولياء يوالونهم وينصرونهم أو يستنصرون بهم. (تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ) تحبّونهم وتتقربون منهم وتنصحونهم. وقيل معناه هنا : تلقون إليهم بأخبار النبيّ (ص) (وَقَدْ كَفَرُوا بِما جاءَكُمْ مِنَ الْحَقِ) أي القرآن والإسلام (يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ) من مكة ومن دياركم (أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللهِ رَبِّكُمْ) أي لأنكم تؤمنون وتصدّقون ، وكراهة أن تؤمنوا (إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغاءَ مَرْضاتِي) أي إذا كان هدفكم في خروجكم وهجرتكم الجهاد وطلب رضاي فأعطوا خروجكم حقّه من معاداتهم (تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ) أي تعرّفونهم مودّتكم لهم سرّا (وَأَنَا أَعْلَمُ بِما أَخْفَيْتُمْ وَما أَعْلَنْتُمْ) لأني لا يخفى عليّ شيء وأنا أطلع رسولي عليه (وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ) أي من والى عدوّي وأسرّ إليهم بأخبار رسولي أيها المؤمنون (فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ) أي انحرف وعدل عن طريق الحقّ (إِنْ يَثْقَفُوكُمْ) أي أن هؤلاء الكفار إن يصادفوكم (يَكُونُوا لَكُمْ أَعْداءً) ظاهري العداوة (وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ) يضربوكم ويقتلوكم بأيديهم ويشتموكم بألسنتهم (وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ) أي أحبّوا أن ترجعوا عن دينكم (لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحامُكُمْ) لا تفيدكم القربى (وَلا أَوْلادُكُمْ) يفيدونكم ، وهم الموجودون بمكة (يَوْمَ الْقِيامَةِ يَفْصِلُ) الله (بَيْنَكُمْ) فيجعل أهل الطاعة في الجنّة وأهل المعاصي في النار (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) مرّ معناه.
٤ و ٥ ـ (قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ ...) أي أنه قد كان لكم خير قدوة بإبراهيم (ع) (وَالَّذِينَ مَعَهُ) من المؤمنين والمتابعين له (إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ) من الكفار : (إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ) تبرّأنا منكم ولا نواليكم (وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) أي ونتبرّأ من أصنامكم (كَفَرْنا بِكُمْ) أي جحدنا عقيدتكم (وَبَدا) ظهر (بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَالْبَغْضاءُ أَبَداً) فلن يكون بيننا موالاة في الدين (حَتَّى تُؤْمِنُوا) تصدقوا (بِاللهِ وَحْدَهُ) فتوحّدونه وتعبدونه (إِلَّا قَوْلَ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ) أي اقتدوا بنبيّنا إبراهيم (ع) في جميع أموره ، إلّا في قوله لأبيه فلا تقتدوا به (وَما أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ) فلا أردّ عنك عقابه (رَبَّنا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا) أي كان إبراهيم (ع) والمؤمنون به يقولون ذلك (وَإِلَيْكَ أَنَبْنا) أي رجعنا إلى طاعتك (وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) أي المرجع (رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا) أي لا تبتلنا بهم ولا تسلّطهم علينا فنقع في الفتنة بديننا (وَاغْفِرْ لَنا) امح ذنوبنا (رَبَّنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) الذي لا يغلب ، والذي لا يفعل إلا الحكمة.