(أَفَسِحْرٌ هذا) الذي تعاينونه. (أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ) أنتم لا ترون دلائله يوم أنذركم بها رسلنا. (اصْلَوْها) أي ادخلوها واحترقوا فيها. (فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا) أي صبركم وعدمه. (سَواءٌ عَلَيْكُمْ) في عدم النّفع. (إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) أي جزاء عملكم المعاصي في الدنيا يرجع إليكم هذا اليوم.
١٧ إلى ٢٠ ـ (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ ...) أي إنّ الذين يتجنبون معاصي الله خوفا من عقابه هم يوم القيامة في بساتين تجري من تحتها الأنهار وفي سعادة وراحة. (فاكِهِينَ بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ) متلذّذين بفاكهتها متنعمين بما أعطاهم ربهم من النعيم الدائم. (وَوَقاهُمْ رَبُّهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ) الجحيم المكان الشديد الحرارة أي جنّبهم عن هذا العذاب الشّديد. (كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) أي كلوا طيّبا لكم بما عملتم من الحسنات (مُتَّكِئِينَ عَلى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ) أي مصطفّة موصول بعضها ببعض. (وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ) مرّ تفسيره.
٢١ إلى ٢٣ ـ (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ ...) أي المؤمنين وأولادهم. (أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) حشرنا أولادهم معهم. (وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ) أي مرهون ومأخوذ بعمله إن كان خيرا فخير وإن شرّا فشر ولا ننقص من عملهم شيئا. (وَأَمْدَدْناهُمْ بِفاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ) أي أعطينا بوفرة وزدناهم وقتا بعد وقت من مشتهياتهم من أصناف الفاكهة وبلحم من الصنف الذي يشتهونه. (يَتَنازَعُونَ فِيها كَأْساً لا لَغْوٌ فِيها وَلا تَأْثِيمٌ) أي يتعاطون بينهم في الجنّة كؤوس الخمر الحلال التي لا كلام بعدها بالباطل والسفاهة بسبب شربها ولا إثم كخمور الدنيا.
٢٤ إلى ٢٨ ـ (وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ ...) أي يدور عليهم خدمهم ومماليكهم الذين هم في الحسن والبهاء كالدّرر المستورة المخبّأة في الصّدف. (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ) أخذ يسأل بعضهم بعضا عن أحوالهم. (قالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ) أي أيام الدنيا. (فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ) خائفين من عذاب الله (فَمَنَّ اللهُ عَلَيْنا) تفضل الله علينا بالجنة. (وَوَقانا عَذابَ السَّمُومِ) أي جنّبنا النّار. (إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ) أي نعبده ونحن في دار الدنيا ونسأله فضله ورحمته (إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ) أي هو اللطيف بعباده الرحيم بهم.
٢٩ إلى ٣١ ـ (فَذَكِّرْ فَما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ ...) أي أنذرهم يا محمد وأدعهم إلى الهدى ولست بما أنعم الله عليك من النبوة بكاهن يعمل الكهانة التي توجب إطاعة أوامر الجنّ ولا في عقلك مسّ أو خلل كما يقول هؤلاء الكفار. (أَمْ يَقُولُونَ شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ) أي بل يقولون ننتظر به حوادث الدهر والموت. (قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ) أي تمنّوا موتي وانتظروه ، فأنا أيضا أنتظر موتكم ووقوع الحوادث المهلكة بكم.