١٦٠ إلى ١٦٥ ـ (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ ... أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ ...) إلخ. أي اخترتم الذّكران من الناس وتركتم أزواجكم اللاتي خلقهنّ الله لكم؟. والاستفهام إنكاري توبيخي ، والذكران جمع ذكر مقابل الأنثى ، وإتيانهم كناية عن فعل اللواط معهم وقد كان شاع فيما بينهم. والعالمين : جمع عالم وهو الجماعة من الناس. وقوله : من العالمين ، يمكن أن يكون متصلا بضمير الفاعل في (تَأْتُونَ) والمراد : أتأتون أنتم من بين العالمين هذا العمل الشنيع فيكون في معنى قوله في سورة العنكبوت : ما سبقكم بها من أحد من العالمين. ويمكن أن يكون متصلا بقوله : (الذُّكْرانَ) والمعنى على هذا : أتنكحون من بين العالمين على كثرتهم واشتمالهم على النساء ، الرجال فقط؟!.
١٦٦ ـ (بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عادُونَ ...) أي متجاوزون عن حدود أحكام الله. أو خارجون عن الحد الذي خطته لكم الفطرة والخلقة فهو في معنى قوله : أإنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل ...
١٦٧ ـ (قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا لُوطُ ...) أي لئن لم ترجع عن مقالتك (لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ) المبعدين والمنفيّين.
١٦٨ ـ (قالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقالِينَ ...) أي المبغضين الكارهين.
١٦٩ إلى ١٧١ ـ (رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ ...) أي سلّمني من وباله (إِلَّا عَجُوزاً) هي امرأة لوط (فِي الْغابِرِينَ) أي كانت باقية في البلد مع الذين لم يؤمنوا فأهلكت معهم لرضاها بفعلهم وإعانتها لهم عليه.
١٧٢ إلى ١٧٥ ـ (ثُمَّ دَمَّرْنَا ...) أي أهلكنا (الْآخَرِينَ) من قوم لوط (وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً) كان من الحجارة لأنه مطر عذاب ، وهو السجّيل الذي مر ذكره في أكثر من موضع. (فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ) أي بئس وشؤم مطر الكافرين مطرهم. وما بعد مر تفسيره.
١٧٦ ـ (كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ ...) هذه هي القصة السابقة التي أخبر فيها سبحانه عن أصحاب الأيكة الذين بعث إليهم شعيبا (ع) وما كانوا من قومه وكان شعيب أخا مدين ، وقد أرسل إليهم وإلى أصحاب الأيكة ، وأصل الأيكة هو الشجر الملتفّ ، ومدين يسكنها قوم بعث إليهم شعيب.
١٧٧ إلى ١٨٠ ـ (إِذْ قالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ ...) إلخ. وقد مر معناه لأنه محكي في دعوة كل نبي مرت قصته إلى قوله (رَبِّ الْعالَمِينَ). ويفهم من الآية أن شعيبا كان غريبا عنهم أجنبيا منهم ولذلك قال : إذ قال لهم شعيب ولم يقل أخوهم شعيب كما قال فيما يتعلق بهود وصالح ولوط حيث عبر هناك بأخوهم.
١٨١ إلى ١٨٣ ـ (أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ ...) أي أتمّوه ولا تكونوا من المنقصين منه في حقوق الناس بالتطفيف ، (وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ) أي الميزان العدل. (وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ) لا تنقصوا شيئا من حقوقهم. (وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) ولا تسعوا في الأرض مبالغين في الفساد من الكفر والمعاصي. والعثيّ والعيث : الإفساد ، فقوله : مفسدين : حال مؤكد ، وقد تقدم في قصة شعيب من سورة هود. ولا إشكال في أن للتطفيف والبخس في المكاييل والموازين دخالة عظمي في إفساد المجتمع الإنساني وإشاعة الانحلال الخلقي فيه وكذلك الاختلال الاجتماعي من حيث التوازن بين طبقاته.