سورة النور
مدنية ، عدد آياتها ٦٤ آية
١ ـ (سُورَةٌ ...) أي هذه قطعة من القرآن (أَنْزَلْناها) من عالم القدس إليك (وَفَرَضْناها) أوجبنا العمل بأحكامها (وَأَنْزَلْنا فِيها
آياتٍ بَيِّناتٍ) واضحات الدّلالة على وحدانيّتنا أو الحدود والأحكام (لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) أي لكي تتفكروا فتعلموا بما فيها فتعملوا.
٢ ـ (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي ...) أي من زنت من النّساء وزنى من الرّجال. (فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما
مِائَةَ جَلْدَةٍ) هذا حكم الأعزب غير المحصن أمّا المحصن فحدّه الرجم
بالحجارة. (وَلا تَأْخُذْكُمْ
بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ) أي رحمة في حكمه فتعطّلون حدّه (إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ
وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) أي أن الإيمان يقتضي الحدّ في طاعة الله والاجتهاد في
إقامة أحكامه. (وَلْيَشْهَدْ
عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) أي وليحضر حين إقامة حد الجلد على الزانية والزاني
المحصنين جماعة من المؤمنين وهم ثلاثة فصاعدا.
٣ ـ (الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً
...) إلخ معناها أنّ الزنا لا يرغب فيه الصّلحاء غالبا وإنما
يرغب الإنسان بمشاكله ومماثله. (وَحُرِّمَ ذلِكَ
عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) أي صرفت الرغبة بالزنا عن المؤمنين. والتحريم هنا تنزيهيّ
، فقد نزّههم الله تبارك وتعالى عن إتيان الزنا.
٤ ـ (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ...) أي يقذفون العفائف بالزنا ، (ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا
بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ) إلخ عدول يشهدون على صحّة ما رموهنّ به من الزنا فعقوبتهم
الجلد كل واحد منهم ثمانون جلدة. (وَلا تَقْبَلُوا
لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً) أي في شيء قبل الجلد وبعده أبدا ما لم يتب (وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) بفعل هذه الكبيرة.
٥ ـ (إِلَّا الَّذِينَ تابُوا مِنْ بَعْدِ
ذلِكَ ...) أي عن القذف بأن يكذّبوا أنفسهم (وَأَصْلَحُوا) إلخ عملهم فإنّ الله يغفر لهم.
٦ ـ (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ ...) أي يقذفون (أَزْواجَهُمْ) بالزنا (وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ
شُهَداءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللهِ
إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ) والمعنى : أن الذين ينسبون الزنا إلى زوجاتهم ولم يكن لهم
أربعة شهداء يشهدون لهم بصحة قولهم فلا بد لهم أن يشهدوا بالله أربع مرات مرة بعد
أخرى إنه لمن الصادقين.
٧ ـ (وَالْخامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللهِ
عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ ...) أي والشهادة الخامسة أنّ لعنة الله عليه إن كان من
الكاذبين في شهادته عليها. وعندئذ يدرأ عنه حد القذف ويفرّق بينه وبين زوجته من
دون طلاق وتعتدّ. ثم إنّها إن كانت تريد أن تدفع الحدّ عن نفسها قد بيّنه سبحانه
بقوله :
٨ ـ (وَيَدْرَؤُا عَنْهَا الْعَذابَ ...) أي يدفع عنها الرّجم (أَنْ تَشْهَدَ
أَرْبَعَ شَهاداتٍ بِاللهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكاذِبِينَ) تقول أربع مرات مرة بعد أخرى : أشهد بالله إلخ.
٩ ـ (وَالْخامِسَةَ ...) أي تشهد شهادة خامسة (أَنَّ غَضَبَ اللهِ
عَلَيْها) أي عذابه عليّ (إِنْ كانَ مِنَ
الصَّادِقِينَ) فيما رماني به من الزّنا. ثم يفرّق الحاكم بينهما ولا تحلّ
له أبدا.
١٠ ـ (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ
وَرَحْمَتُهُ ...) أي بالنّهي عن الزنا والفواحش ، وإقامة الحدود ورحمته من
يرجع عن المعاصي منكم (وَأَنَّ اللهَ
تَوَّابٌ) يقبل التوبة (حَكِيمٌ) فيما يحكم.