سورة الحجر
مكية ، عدد آياتها ٩٩ آية
١ ـ (الر ، تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ) : أي : هذا الذي ننزله عليك هو آيات القرآن الواضح البيّن.
٢ ـ (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ) : يعني أن الكفرة إذا عاينوا حال المسلمين من النّصر في الدنيا ، أو الفوز بالجنّة في الآخرة ، يحتمل أن يتمنّوا الإسلام.
٣ ـ (ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ ...) أي : دعهم ـ يا محمّد ـ يأكلوا كما تأكل الأنعام في الدّنيا ، مكتفين بلذة الأكل وغيره وتشغلهم آمالهم الكاذبة عن الحق (فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) خسران طريقتهم حين يحلّ بهم العذاب.
٤ ـ (وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ ...) يعني أننا لم نهلك أهل قرية في السابق (إِلَّا وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ) أي أجل مقدّر مكتوب لا بدّ أن تبلغه.
٥ ـ (ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَما يَسْتَأْخِرُونَ ...) أي : لم تكن أمة من الأمم الماضية لتهلك قبل أجلها المحدد لها ولا لتتأخر عنه بل تهلك حين تستوفي ذلك الأجل.
٦ ـ (وَقالُوا يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ ...) أي وقال المشركون لمحمد (ص) : يا أيها الذي يزعم أن الله أنزل عليه القرآن أنت مجنون في دعواك تلك وفي توهمك انا نؤمن بك.
٧ ـ (لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) : هلّا جئتنا بالملائكة من السماء ليشهدوا بصدق نبوّتك ودعوتك.
٨ ـ (ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ ...) أي لا نرسل الملائكة من السماء إلى الأرض إلا بالموت عند حلول الأجل (وَما كانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ) يعني أن الكافرين ما كانوا حين نزولهم ممهلين بل تقبض أرواحهم على الفور.
٩ ـ (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) : أي أنّه سبحانه هو منزل القرآن على نبيّنا (ص) وهو حافظه على مدى الأزمان من الهجر والمحاربة والتحريف.
١٠ ـ (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ) : الشّيع : الفرق ، أي بعثنا قبلك يا محمد رسلا إلى جميع فرق الأمم السابقة على أمتك هذه.
١١ ـ (وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) : يعني لست وحدك الرسول الذي استهزأ به قومه ، بل جميع الرسل قبلك قد استهزأ بهم أقوامهم.
١٢ ـ (كَذلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ) : أي كما سلكنا دعوة الرّسل السابقين في قلوب أممهم المخالفة لهم ، كذلك سلكنا القرآن في قلوب المجرمين من قومك. فهم :
١٣ ـ (لا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ) : أي لا يصدّقون بالقرآن ماضين على طريقة من تقدمهم في تكذيب الرسل وعدم الإيمان بما حملوه معهم من كتب من عند الله.
١٤ ـ (وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ ...) أي لو أننا فتحنا على هؤلاء المقترحين أحد أبواب السماء ليصعدوا إليها (فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ) أي يصعدون طيلة يومهم ليروا عجائب قدرتنا وغرائبها وبدائعها : إذا :
١٥ ـ (لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا ...) يعني ومع ذلك لقالوا من فرط عنادهم : سدّت أبصارنا عن الحقيقة وغطيت (بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ) قد سحرنا محمّد والذي نراه غير حقيقي.