الحجرات لتقول في بدايتها (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ ...) وسورة الفتح تعرضت لموضوع توقير رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وتأتي سورة الحجرات لتنهى عن رفع الصوت (لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ...) وسورة الفتح بشّرت بانتصار عالمي للإسلام ، وهذا يقتضي أن تكون قضية الإخاء الإسلامي واضحة ، وقضية الصلة بين الشعوب واضحة ، ومن ثم نجد في سورة الحجرات (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ...) ونجد (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا ...) وسورة الفتح بيّنت أن الجهاد والمشاركة فيه ميزان من موازين الإيمان ، وتأتي سورة الحجرات لتعرّف الإيمان ، وتذكر الجهاد كجزء منه (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) وفيما ذكرناه كفاية لتوضيح هذه القضية ، ونخرج من ذلك بوضوح كامل لموضوع تكامل سور المجموعة الواحدة ، ولموضوع أن كل مجموعة تفصّل في سورة البقرة إنما تضيف معاني جديدة.