«منعت الزكاة وأردت قتل رسولي؟» قال : لا والذي بعثك بالحق ما رأيته ، ولا أتاني وما أقبلت إلا حين احتبس عليّ رسول رسول الله صلىاللهعليهوسلم خشيت أن يكون كانت سخطة من الله تعالى ورسوله ، قال فنزلت الحجرات (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ) إلى قوله (حَكِيمٌ).
٦ ـ في سورة البقرة ورد قوله تعالى (وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كافِرٌ فَأُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ ...) (البقرة : ٢١٧) وقال تعالى في سورة الحجرات : (لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ) ومن ذكر حبوط العمل في الآيتين ندرك أن سوء الأدب مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقارب الردة إن لم يكن بقصد ، وأما إن كان بقصد فهو الردة عينها.
٧ ـ بمناسبة قوله تعالى (وَلكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ) قال ابن كثير : (روى الإمام أحمد عن أنس رضي الله عنه قال كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول «الإسلام علانية والإيمان في القلب» قال : ثم يشير بيده إلى صدره ثلاث مرات ثم يقول : «التقوى ههنا التقوى ههنا»). (وروى الإمام أحمد عن أبي رفاعة الزرقي عن أبيه قال : لما كان يوم أحد ، وانكفأ المشركون ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «استووا حتى أثني على ربي عزوجل» فصاروا خلفه صفوفا فقال صلىاللهعليهوسلم : «اللهم لك الحمد كله ، اللهم لا قابض لما بسطت ، ولا باسط لما قبضت ، ولا هادي لمن أضللت ، ولا مضل لمن هديت ، ولا معطي لما منعت ، ولا مانع لما أعطيت ، ولا مقرب لما باعدت ، ولا مباعد لما قربت ، اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك ، اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول ، اللهم إني أسألك النعيم يوم العيلة والأمن يوم الخوف ، اللهم إني عائذ بك من شر ما أعطيتنا ومن شر ما منعتنا ، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا ، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين ، اللهم توفنا مسلمين وأحينا مسلمين وألحقنا بالصالحين ، غير خزايا ولا مفتونين ، اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك ويصدون عن سبيلك واجعل عليهم رجزك وعذابك ، اللهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب إله الحق» ورواه النسائي في اليوم والليلة عن عبيد بن رفاعة عن أبيه به .. وفي الحديث المرفوع. «من سرّته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن».