فتخاصمه الرعية فيفلحون عليه فيقال له : سد ركنا من أركان جهنم» ثم قال : الأغلب بن تميم ليس بالحافظ وهو من رجال الحديث. قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ) يقول : يخاصم الصادق الكاذب ، والمظلوم الظالم ، والمهتدي الضال ، والضعيف المستكبر ، وقد روى ابن منده في كتاب الروح عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : يختصم الناس يوم القيامة ، حتى تختصم الروح مع الجسد ، فتقول الروح للجسد : أنت فعلت ، ويقول الجسد للروح : أنت أمرت ، وأنت سوّلت ، فيبعث الله تعالى ملكا يفصل بينهما ، فيقول لهما : إن مثلكما كمثل رجل مقعد بصير ، والآخر ضرير ، دخلا بستانا ، فقال المقعد للضرير ، إني أرى ههنا ثمارا ، ولكن لا أصل إليها ، فقال له الضرير : اركبني فتناولها ، فركبه فتناولها فأيهما المعتدي؟ فيقولان : كلاهما ، فيقول لهما الملك : فإنكما قد حكمتما على أنفسكما ، يعني أن الجسد للروح كالمطية ، وهي راكبة. وروى ابن أبي حاتم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : نزلت هذه الآية وما نعلم في أي شيء نزلت (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ) قال : قلنا من نخاصم؟ ليس بيننا وبين أهل الكتاب خصومة ، فمن نخاصم؟ حتى وقعت الفتنة ، فقال ابن عمر رضي الله عنهما : هذا الذي وعدنا ربنا عزوجل نختصم فيه ، ورواه النسائي. وقال أبو العالية في قوله تبارك وتعالى : (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ) قال : يعني أهل القبلة ، وقال ابن زيد : يعني أهل الإسلام وأهل الكفر ، وقد قدمنا أن الصحيح العموم والله سبحانه وتعالى أعلم).
٥ ـ قال النّسفي في تبيان الفارق بين كلمتي (ميت) و (ميّت) :
قال الخليل أنشد أبو عمرو :
وتسألني تفسير ميت وميّت |
|
فدونك قد فسرت إن كنت تعقل |
فمن كان ذا روح فذلك ميّت |
|
وما الميت إلا من إلى القبر يحمل |
فالميّت ، من حاله أنه سيموت ، والميت من حلّ به الموت.
٦ ـ رأينا أن قوله تعالى : (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ) هو محمد صلىاللهعليهوسلم (وَصَدَّقَ بِهِ) وهم المسلمون ، إلا أن في الآية أقوالا أخرى ، ذكرها ابن كثير فلنرها ، قال ابن كثير : (قال مجاهد وقتادة والربيع بن أنس وابن زيد (الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ) هو