كلمة في السياق :
١ ـ رأينا أنّ هذه المجموعة ثبّتت على الطريق من خلال الأمر بالتوكل ، ومن خلال التعريف على الله ، ومن خلال إعلان المفاصلة في المواقف ، ومن خلال الإنذار والتبشير ، وبهذا تمّ المقطع ليبدأ مقطع جديد ، بدايته شبيهة ببداية المقطع السابق :
لاحظ البدايتين :
(إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ)
(إِنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ).
٢ ـ والصلة ظاهرة بين بداية المقطع الجديد ، ونهاية المقطع السابق ، فالمقطع السابق انتهى بقوله تعالى : (قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ ، فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ) فبعد أن أمر الله رسوله صلىاللهعليهوسلم أن يقول هذا الكلام ، ذكّر رسوله صلىاللهعليهوسلم في الآية التالية بنعمته عليه بإنزال هذا الكتاب ، وكونه حقا ، وأن من اهتدى فقد نفع نفسه ، ومن ضلّ فإنّما يضرّ نفسه ، وأن مهمة الرسول صلىاللهعليهوسلم الإنذار فقط.
٣ ـ إنّ التشابه بين بداية المقطع الثاني وبداية المقطع الأول ومقدمة السورة يشير إلى أن البداية الجديدة سيبدأ معها السياق الرئيسي للسورة سيره من جديد ، وسنعرض المقطع الثاني بعد أن ننقل بعض الفوائد حول المجموعات الست الأخيرة :
فوائد
١ ـ في قوله تعالى : (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها ..) قال ابن كثير : (قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها) نزلت في زيد بن عمرة بن نفيل وأبي ذر وسلمان الفارسي رضي الله تعالى عنهم ، والصحيح أنها شاملة لهم ولغيرهم ممن اجتنب عبادة الأوثان ، وأناب إلى عبادة الرحمن ، فهؤلاء هم