مقدمة السورة
وتمتد من الآية (١) إلى نهاية الآية (٩) وهذه هي :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(حم (١) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (٢) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (٣) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (٤) أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (٥) رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٦) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ (٧) لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (٨) بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (٩))
التفسير :
(حم* وَالْكِتابِ الْمُبِينِ) أي : والقرآن الواضح الموضّح (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ) هذا جواب القسم. قال ابن كثير : يقول تعالى مخبرا عن القرآن العظيم أنه أنزله في ليلة مباركة وهي ليلة القدر .. وقال : ومن قال : إنها ليلة النصف من شعبان فقد أبعد النجعة ، وسننقل كلامه كاملا في الفوائد إن شاء الله. قال النسفي : (والمباركة كثيرة الخير ؛ لما ينزل فيها من الخير والبركة ويستجاب من الدعاء ، ولو لم يوجد فيها إلا إنزال القرآن وحده لكفى به بركة) (إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ) أي : أنزلناه ؛ لأن من شأننا الإنذار والتحذير من العقاب. قال ابن كثير : أي : معلّمين الناس ما ينفعهم ويضرهم شرعا ؛ لتقوم حجة الله على عباده (فِيها) أي : في ليلة القدر (يُفْرَقُ) أي : يفصل ويكتب (كُلُّ أَمْرٍ) من أرزاق العباد وآجالهم وجميع أمورهم من هذه الليلة إلى ليلة القدر التي تجىء في السنة المقبلة (حَكِيمٍ) أي : ذي حكمة أي : مفعول على ما تقتضيه الحكمة. وقال ابن كثير : أي : محكم لا يغيّر