السورة نموذج على ما في هذا القرآن من تفصيل ، فنجد المعنى الواحد يفصّل في كل مرة بأسلوب جديد عجيب ، كما أنّ السورة نموذج على عروبة هذا القرآن ، إذ تجده مبينا فصيحا واضحا ، كما أنّ السورة نموذج على كون هذا القرآن بشيرا ونذيرا ، وقد رأيت كيف أنذر في المجموعات قبل الأخيرة وبشّر في المجموعة الأخيرة. إن كتابا تظهر في كل سورة منه مجموع خصائصه وهي من الكثرة بحيث لا يحاط بها. إن كتابا هذا شأنه لا يضل عن كونه من عند الله إلا أعمى. إذا أدركت هذا المعنى تدرك أحد أسباب الإعجاز في هذا القرآن ، وتدرك بعض السرّ لم كانت كل سورة من سوره معجزة يعجز الخلق عن الإتيان بمثلها.
المجموعة السابعة
وتمتد من الآية (٣٧) إلى نهاية الآية (٤٠) وهذه هي :
(وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّـهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (٣٧) فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ (٣٨) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَىٰ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٣٩) إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٤٠))
ملاحظة حول السياق :
نلاحظ أن المجموعة السادسة بدأت بقوله تعالى (إِنَ) والمجموعة الثامنة تبدأ