تكون العظام
أثبت العلم الحديث أن العظام لا تتطور معا فى آن واحد فى الجسم ، وإنما هناك برنامج أو جدول زمنى لتكونها. فأول عظام يكتمل تكوّنها ـ على سبيل المثال ـ هى عظيمات الأذن الداخلية (خلال المرحلة الجنينية) ، بينما لا تكتمل مراكز النمو للعظام الطويلة للأرجل إلا بعد سن العشرين من الولادة أو أكثر.
ومع ذلك فمن الممكن تحديد مرحلة مميزة للعظام ، وذلك عند ما يدخل الجنين مرحلة انتشار الهيكل العظمى حين يتكون الهيكل الغضروفى (العظم الأولى) فى الأسبوع السابع.
وبهذا ينتقل شكل الجنين من مرحلة «المضغة» التى لا تحمل شكلا آدميا إلى مرحلة «العظام» التى يغلب عليها شكل الهيكل العظمى المميز للإنسان. (شكل ٣٢ و ٣٣).
وتتضمن عملية تكون العظام ، مجموعة طلائع خلايا الأنسجة الوسطى (النسيج الجنينى الضام) لكل من العظام الغشائية والعظام الغضروفية. فحين تتكون العظام بين الأغشية (كعظام الفك السفلى والفك العلوى) تتكاثف خلايا النسيج الأوسط مكونة أكداسا من الخلايا ، وتتميز على شكل خلية تعظم أو بدائية عظمية ، تفرز بدورها حول نفسها منبتا عضويا للعظام ، يكون غنيا بالغراء.
وعند ما يحيط منبت العظام بالخلايا ، تسمى خلايا عظمية ، ويتمعدن (بترسب الكالسيوم) منبت العظام العضوى مع تعظمه.
وتتكون العظام العضروفية على نحو مماثل ، باستثناء الخلايا المتكثفة فى الطبقة الوسطى فإنها تتميز أولا ، على شكل جذعة غضروفية تكون المنبت العضوى لعظام الغضروف. فيتكون الهيكل العظمى الأولى من الغضروف ، ثم يحل العظم محل