ويبقى أن نتحدث عن
الغريزة ، التى يترتب عليها وجود النطفة.
فمنذ بداية
الخليقة والحياة تجدد نفسها ، من جيل إلى جيل ، بالعلاقة بين الجنسين : الذكرى
والأنثوى.
وقد بدأت هذه
العلاقة الغريزية منذ بلايين السنين فى المخلوقات البحرية ، حيث يفرز الحيوان
الذكرى خلاياه الذكرية فى المياه لتمتزج بالخلايا الأنثوية. وعلى مر السنين تطورت
الحياة لتجد طرقا مختلفة للتكاثر ، بعلاقة أكثر عمقا بين الذكر والأنثى.
إن القوة الغريزية
التى تجذب الرجل إلى المرأة ، كما يحدث لدى مختلف المخلوقات على الأرض ، تستجيب
إلى شعور بيولوچى داخلى عميق فى الجسم البشرى لا يثور إلا فى ظروف معينة. وهذا
الشعور البيولوچى تتحكم فيه مواد كيماوية منشطة ، تسمى «فيرومينا» ، هى التى تدعو
إلى الجاذبية الجنسية بين الذكر والأنثى ، يتحكم فيها الاختيار والجاذبية.
بل إن الرحم ، عند
الجماع ، يشتد شوقه إلى المنى حتى إن الإنسان يحس فى وقت الجماع كأن الرحم يجذب
إحليله إلى داخله. وتلك حقيقة مؤكدة يشعر بها الجميع ، وقالها منذ مئات السنين
العلامة الفخر الرازى فى «المباحث الشرقية».
كانت هذه مقدمة
ضرورية للدخول فى الحديث عن النطفة.
لفظ النطفة فى
القرآن الكريم
تكرر لفظ النطفة فى كثير من سور القرآن الكريم (فى اثنى عشر موضعا). وسنلاحظ
فى هذه السور بيانا واضحا بأن بداية خلق الإنسان كانت من تراب ثم من «نطفة» ، بكل
وضوح. وفى بعض الأحيان يذكر القرآن الكريم أن خلق الإنسان كان من «نطفة». ويتنوع
الخطاب حول النطفة ، فيتوجه الله العزيز الحكيم أحيانا
__________________