الزوجين مضاد للآخر. وليس هذا فى الأنواع الحية من إنسان وحيوان ونبات فحسب ، ولكنه شأن الوجود كله.
(وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [الذاريات : ٤٩]
وقضية خلق السموات والأرض لا تتوقف دلالتها عند عظمة الخلق التى يستدل بها على عظمة الخالق ، خاصة أن الله يبين لنا أن خلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس.
هكذا على الإطلاق ، فالزوجان سر الوجود كله. والتزاوج المنتج هو تزاوج ضدين لا تزاوج تماثل. فالأسرة المكونة من متماثلين ـ لو وجدت ـ رجلين أو امرأتين ، لا تنتج شيئا. ولو تصورنا جدلا أن نظام الأسرة فى الوجود كله قام على متماثلين لفنيت الحياة.
وهذا القانون الإلهى فى الوجود يفهمه الحيوان بالغريزة ، ويفهمه الإنسان العادى بالفطرة ، ويفهمه الأنبياء والمرسلون والمؤمنون بالوحى الإلهى. والإنسان مأمور بأن يحقق الإنسجام بين حركته الحرة المختارة ، وبين سنن الله الكونية.
وبداية خلق الإنسان تعتمد على اتحاد وتزاوج ضدين : الذكر والأنثى ، الحيوان الذكرى من الرجل والبييضة من المرأة ، وينتج منهما باتحادهما حياة جديدة ، وخلق مختلف عن أى منهما ، ذكرا أو أنثى ، وتستمر الحياة ويبقى النوع.
وقد خلق الله سبحانه وتعالى بنى آدم وكرمهم على كثير من المخلوقات ، وجعل نظام بقائهم مرتبطا بارتباطهم بالتزاوج والتناسل.
الخلية هى البداية :
إذا كانت الحياة تبدأ بطرق مختلفة للتكاثر ، فإن الكائنات ـ آدمية أو حيوانية ـ تبدأ بخلية واحدة.
وهذه الخلية (البييضة المخصبة ـ الأمشاج) تحتوى بداخلها على جينات من الذكر والأنثى ، وتؤشر إلى جميع الخصائص المكتسبة للجنين مستقبلا. وهذه الخصائص