(وهى نظرية استمرت
تظهر وتختفى فى طب أوروبا فى القرن التاسع عشر). وربما يكون مرجع ذلك إلى الكهنة
الذين كانوا يذبحون القرابين ، وكانوا يعتقدون بأن قضيب الثور يعتبر امتدادا
لعموده الفقرى. ومن هنا كان اهتمامهم بالعظمة الموجودة فى آخر أربع أو خمس فقرات
فى نهاية العمود الفقرى عند العجز باعتبار أنها المسئولة عن الحفاظ على منى الرجل
، ثم ارتبط هذا الاعتقاد بأسطورة تقطيع جسم «أوزوريس» ، ومن هنا جاء الاسم
التقليدى لهذه العظمة وهوOs Sacrum أى «العظمة المقدسة».
ونتوقف عند محطات
قد تكون عابرة لكنها ذات مغزى ومعنى فى بيان ما كان فى جعبة المصريين القدماء عن
الحمل : (شكل ١)
مدة الحمل : عرف
المصريون مدة الحمل ، بعكس ما يقول به البعض. ففى إحدى البرديات الطبية (وستكار)
نجد «خوفو» يسأل الساحر «دجيدى» Djedi متى ستتم ولادة «ريدجدت» Reddjeddet فيجيبه قائلا : «سوف تولد فى الخامس
عشر من أول شهر الشتاء ، وتلك فترة تتراوح بين ٢٧٥ و ٢٩٤ يوما». وهذه الفترة
تحديدا هى التى تقول عنها بعض الروايات والأساطير إنها مدة حمل «إيزيس» فى «حورس»
ونقرأ على أحد التوابيت ـ فى برلين ـ العبارة التالية : «أمك احتفظت بك حتى اليوم
الأول من الشهر العاشر».
منع الحمل : قدم
الطبيب المصرى القديم للبشرية أول وسيلة لمنع الحمل فى التاريخ ، بهدف مساعدة
المرأة على ضبط الإنجاب ، فكان بذلك الإنجاز الرائع سابقا لأقرانه من أطباء عصرنا
بأكثر من أربعة آلاف عام. ففى بردية (ايبرس) الطبية نجد الوصفة التالية لمنع الحمل
:
وصفة ٧٨٣ : بدء
الأدوية التى تجهز للنساء : علاجا لمنع الحمل لمدة سنة واحدة أو سنتين أو ثلاث
سنوات : جزء (قا) من السنط ـ حنظل (ظرت) ـ بلح ـ يصحن ناعما مع (هن) من العسل ـ شعر
بذرseed Wool يبلل به ويوضع على فرجها».
ويلاحظ أن هذه
الوصفة تتضمن ما يمكن فهمه على أنه لبوس ، تستمر صلاحيته مدة تتراوح بين السنة
وثلاث سنوات ، وهى فى المفهوم الطبى فترة كافية لأن تسترد المرأة صحتها وتستعيض ما
فقدته فى آخر حمل لها من كالسيوم ومعادن وغيرهما.