ومع نهاية هذا
الطور تكون أعضاء الجنين قد اكتملت وأصبحت مؤهلة للقيام بوظائفها ؛ وهو ما جاء
وصفه ببالغ الإحكام فى القرآن الكريم (ثُمَّ أَنْشَأْناهُ
خَلْقاً آخَرَ)
أقل مدة للحمل :
مدة الحمل العادية
هى تسعة أشهر. لكن الجنين ـ بعد مرحلة النشأة ـ يصبح خلقا آخر قادرا على الحياة أو
البقاء خارج الرحم ، عند تمام الشهر السادس من تخلقه.
ويتفق هذا مع
معانى عدة آيات من القرآن الكريم هى : (وَحَمْلُهُ
وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً) [الأحقاف : ١٥] ، (وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ) [لقمان : ١٤] ، (وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ
حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ) [البقرة : ٢٣٣].
وبالحساب الدقيق ـ وفقا لهذه الآيات ـ وبما توصل إليه العلم ، نجد أن أدنى مدة
للحمل هى ستة أشهر. وهذا هو ما أفتى به أمير المؤمنين على بن أبى طالب ـ كرم الله
وجهه ـ وأقره على ذلك الصحابة ـ رضوان الله عليهم أجمعين ـ وبه قال المفسرون. وقد
أثبت العلم ما قرره المفسرون من حيث استحالة قدرة الجنين على التنفس قبل نهاية
الأسبوع الرابع والعشرين نظرا لعدم اكتمال قدرته على ذلك.
٢ ـ الحضانة
الرحمية :
عرفنا من الآيات
السابقة أن أدنى مدة للحمل هى ستة أشهر ، وأن هذه الأشهر كافية لبقاء الإنسان على
قيد الحياة بعد خروجه من الرحم. وحيث إن الولادة تتم عادة بعد تسعة أشهر ، فيمكن
اعتبار الأشهر الثلاثة بعد نهاية الشهر السادس وبين الولادة بمثابة فترة حضانة
رحمية.
ولا بد لنا هنا من
وقفة نتذوق فيها عظمة الخالق عزوجل ، وهو يحدد لنا فى آياته المحكمات ، بكل دقة ، أقل مدة
للحمل.
٣ ـ المخاض أو
الولادة :
تنتهى الحضانة
الرحمية بولادة الجنين. وهنا تبرز أمامنا آية رائعة يقول فيها الحق تعالى (ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ) [عبس : ٢٠].