جميع جوانبه ،
فتتعدل الصورة الآدمية للجنين ، وتتناسق الأعضاء بصورة أدق ، وبذلك يبدأ الجنين
بالحركة فى نهاية الأسبوع الثامن. (شكل ٣٥).
وهذه مرحلة متميزة
عن مرحلة العظام فى التركيب والتناسق والصورة ، وقدرة الجنين على الحركة. وتبدأ
هذه المرحلة من أواخر الأسبوع السابع إلى تمام الأسبوع الثامن ، وتأتى عقب مرحلة
العظام مباشرة.
وهنا نجد أن النص
القرآنى يأتى دالا على التتابع السريع بين المرحلتين ، وذلك باستعمال حرف العطف (ف)
الذى يفيد تعاقب الأحداث التى يربط بينها.
كذلك تشير الآية
الكريمة الى أن مرحلة الكساء باللحم تمثل نهاية لمرحلة من مراحل نمو الجنين ،
لتبدأ بعدها بفترة من الزمن ، مرحلة أخرى هى النشأة ، وهو ما يدل عليه استعمال حرف
العطف (ثم) الذى يفيد الترتيب والتراخى فى الزمن بين الأفعال التى يربط بينها.
سبحانك يا خالق يا
عظيم ، ذكرت ذلك كله فى محكم كتابك الكريم بقولك : (فَخَلَقْنَا
الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ
لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) [المؤمنون : ١٢ ـ ١٤]
الخلاصة
تظهر أمامنا بكل
وضوح السمات الرئيسية للأسبوعين السابع والثامن ، من خلال استخدام تعبيرى عظام (الهيكل
العظمى) ولحم (العضلات). ونلاحظ أن هذين التعبيرين يصفان هاتين المرحلتين بلغة
واضحة بعيدة عن أى غموض. وهكذا يأتى القرآن ـ وهو كلام الله ـ ليسبق بأكثر من ألف
عام العلماء فى كل بقاع الأرض ، فيطرح أول وصف تفصيلى لمراحل التخلق وأحداث النمو
، بعبارات جامعة شاملة ومن مرحلة العظام واللحم ننتقل إلى مرحلة النشأة فى رحلتنا
مع الخلق الإلهى المعجز ، وبيانه المحكم له فى آياته القرآنية.
ومن مرحلة العظام
واللحم ، ننتقل إلى مرحلة النشأة ، فى رحلتنا مع الخلق الإلهى المعجز ، وبيانه
المحكم له فى آياته القرآنية.