رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ* وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ* وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) وروى الطبراني من طريق عبد الله بن صخر بن أنس عن عبد الله بن زيد بن أرقم عن أبيه عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «من قال دبر كل صلاة : سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين ـ ثلاث مرات ـ فقد اكتال بالجريب الأوفى من الأجر» وقد وردت أحاديث في كفارة المجلس : سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك).
كلمة أخيرة في سورة الصافات :
قلنا من قبل : إنّ سورة ما عندما تفصّل في محور من سورة البقرة فإنّها تفصّل فيه ، وفي امتدادات معانيه من سورة البقرة نفسها.
ولقد رأينا كيف أن سورة الصافات قد فصّلت في محورها من سورة البقرة ؛ ففصّلت في الآيات الأولى من سورة البقرة وخاصة في قوله تعالى (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) فلقد فصّلت السورة في أركان الإيمان ، حتى لم يبق ركن من هذه الأركان إلا وقد أصابه نوع تفصيل ، وكل ذلك ضمن سياق السّورة الرئيسي ، الذي انصب الكلام فيه على التوحيد.
لنتذكر الآن ما يلي :
تألّفت سورة البقرة من مقدّمة ، وثلاثة أقسام ، وخاتمة ، وتحدّثت المقدّمة عن المتقين ، والكافرين ، والمنافقين ، ثمّ جاء القسم الأول فدعا الناس جميعا أن يكونوا من المتقين ، ولقد انتهى القسم الأول بقوله تعالى :
(وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ) [الآية : ١٦٣].
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ...) [الآية : ١٦٤].
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْداداً ...) [الآية : ١٦٥].
(إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا ...) [الآية : ١٦٦].
(وَقالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ ...) [الآية : ١٦٧].