فوائد :
١ ـ إن في قصة يونس عليهالسلام درسا بليغا من دروس التوحيد ، إذ ميزان الله دقيق والالتزام بأوامره ينبغي أن يكون بحذافيره ، فهذا يونس ـ وهو رسول ـ ترك مكانه دون إذن فعوقب هذا العقاب الشديد ، فلا يفر أحد من تنفيذ أمر الله خوفا من شىء ، بل عليه أن يخاف إذا لم ينفذ أمر الله.
٢ ـ قال ابن كثير بمناسبة الكلام عن يونس عليهالسلام : (قد تقدمت قصة يونس عليه الصلاة والسلام في سورة الأنبياء ، وفي الصحيحين عن رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال : «ما ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى» ونسبه إلى أمه وفي رواية إلى أبيه).
٣ ـ بمناسبة قوله تعالى : (إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ* فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ) أي فقارع فكان من المغلوبين قال ابن كثير : (وذلك أن السفينة تلعبت بها الأمواج من كل جانب وأشرفوا على الغرق فساهموا على من تقع عليه القرعة يلقى في البحر لتخف بهم السفينة فوقعت القرعة على نبي الله يونس عليه الصلاة والسلام ثلاثة مرات وهم يضنّون به أن يلقى من بينهم فتجرّد من ثيابه ليلقي نفسه وهم يأبون عليه ذلك ، وأمر الله تعالى حوتا من البحر الأخضر أن يشق البحار ، وأن يلتقم يونس عليهالسلام ، فلا يهشم له لحما ، ولا يكسر له عظما ، فجاء ذلك الحوت وألقى يونس عليهالسلام نفسه ، فالتقمه الحوت ، وذهب به فطاف به البحار كلها ، ولما استقر يونس في بطن الحوت حسب أنه قد مات ، ثم حرّك رأسه ورجليه وأطرافه ، فإذا هو حي فقام فصلى في بطن الحوت ، وكان من جملة دعائه : يا رب اتخذت لك مسجدا في موضع لم يبلغه أحد من الناس. واختلفوا في مقدار ما لبث في بطن الحوت فقيل ثلاثة أيام قاله قتادة ، وقيل سبعة قاله جعفر الصادق رضي الله عنه ، وقيل أربعين يوما قاله أبو مالك ، وقال مجاهد عن الشعبي : التقمه ضحى ولفظه عشية ، والله تعالى أعلم بمقدار ذلك).
٤ ـ بمناسبة قوله تعالى : (فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ* لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) قال ابن كثير : (روى ابن أبي حاتم عن أنس بن مالك رضي الله عنه ـ ولا أعلم إلا أن يرفع أنس الحديث إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم «أن يونس النبي عليه الصلاة