بنوه عشرة أن يذبح آخر ولده تقربا وكان عبد الله آخرا ففداه بمائة من الإبل ولأن قرني الكبش كانا منوطين في الكعبة في أيدي بني إسماعيل إلى أن احترق البيت في زمن الحجاج وابن الزبير وعن الأصمعي أنه قال : سألت أبا عمرو بن العلاء عن الذبيح فقال : يا أصمعي أين عزب عنك عقلك ، ومتى كان إسحاق بمكة؟ وإنما كان إسماعيل بمكة وهو الذي بنى البيت مع أبيه والمنحر بمكة).
أقول : المشهور أن إبراهيم عليهالسلام رمى الشيطان بالحصيات ، (روى الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : لما أمر إبراهيم عليه الصلاة والسلام بالمناسك عرض له الشيطان عند السعي ، فسابقه فسبقه إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، ثم ذهب به جبريل عليه الصلاة والسلام إلى جمرة العقبة ، فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ، ثم عرض له عند الجمرة الوسطى فرماه بسبع حصيات ، ثم تلّه للجبين وعلى إسماعيل عليه الصلاة والسلام قميص أبيض ، فقال له : يا أبت إنه ليس لي ثوب تكفنني فيه غيره فاخلعه حتى تكفنني فيه ، فعالجه ليخلعه فنودي من خلفه (أَنْ يا إِبْراهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا) فالتفت إبراهيم فإذا بكبش أبيض أقرن أعين قال ابن عباس لقد رأيتنا نتتبع ذلك الضرب من الكباش).
(وَلَقَدْ مَنَنَّا) أي أنعمنا (عَلى مُوسى وَهارُونَ) بالنبوة (وَنَجَّيْناهُما وَقَوْمَهُما) بني إسرائيل (مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ) أي من الغرق أو من سلطان فرعون وقومه وغشمهم (وَنَصَرْناهُمْ) أي موسى وهارون وقومهما (فَكانُوا هُمُ الْغالِبِينَ) على فرعون وقومه (وَآتَيْناهُمَا الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ) أي البليغ في بيانه وهو التوراة (وَهَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) أي في الأقوال والأفعال وهي صراط أهل الإسلام (وَتَرَكْنا عَلَيْهِما فِي الْآخِرِينَ) أي أبقينا لهما من بعدهما ذكرا جميلا وثناء حسنا ثمّ فسّره بقوله تعالى (سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ* إِنَّا كَذلِكَ) أي مثل ذلك الجزاء (نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) الذين أحسنوا الاعتقاد والعمل (إِنَّهُما مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ) وذلك أصل كل خير.