٢ ـ إنّ محور سورة سبأ هو قوله تعالى : (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ.)
إن صيغة الاستفهام في هذه الآية تفيد الإنكار والتعجيب ، فالكفر مستنكر ، والكفر عجيب ، وإذا كان الكفر بالله مستنكرا ، فالأصل إذن هو الإيمان ، وإذا كان الكفر بالله عجيبا ، فالأصل إذا هو الشكر ، فإذا أدركنا هذه المعاني عرفنا سرّ مجىء قصة داود وسليمان المؤمنين الشاكرين في هذا السياق ، وأدركنا سرّ مجىء قوله تعالى ههنا : (اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ.)
إنّ قصة داود وسليمان عليهماالسلام في هذا السياق ترينا الموقف السّليم للإنسان السّليم : إنّه الشّكر وليس الكفر ، وصلة ذلك بسياق السورة وبمحورها واضحة.
فلنر المجموعة الثانية من المقطع الثاني.