بالضرورة ، فهو مجمع عليه ، ومنكره كافر ، وقد دأب الزنادقة والملاحدة خلال العصور على محاولة التشكيك فيه ؛ لفتح الطريق أمام نبوات كاذبة ، رأينا نموذجا عنها في دعوة الكذاب الأشر غلام أحمد القادياني. وقد ذكر ابن كثير عند هذه الآية أحاديث تؤكد موضوع ختم النبوة. قال :
(فهذه الآية نص في أنه لا نبيّ بعده صلىاللهعليهوسلم فلا رسول بالطريق الأولى والأحرى ؛ لأن مقام الرسالة أخصّ من مقام النبوة ، فإنّ كلّ رسول نبيّ ، ولا ينعكس ، وبذلك وردت الأحاديث المتواترة عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم من حديث جماعة من الصحابة رضي الله عنهم. روى الإمام أحمد عن أبي بن كعب رضي الله عنه عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «مثلي في النبيين كمثل رجل بنى دارا فأحسنها وأكملها ، وترك فيها موضع لبنة لم يضعها ، فجعل الناس يطوفون بالبنيان ويعجبون منه ، ويقولون : لو تمّ موضع هذه اللبنة؟ فأنا في النبيين موضع تلك اللبنة». ورواه الترمذي وقال حسن صحيح.
(حديث آخر) روى الإمام أحمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن الرسالة والنبوة قد انقطعت فلا رسول بعدي ولا نبي». قال فشق ذلك على الناس. فقال : «ولكن المبشّرات» قالوا : يا رسول الله وما المبشرات؟ قال : «رؤيا الرجل المسلم ، وهي جزء من أجزاء النبوة» وهكذا رواه الترمذي وقال صحيح غريب.
(حديث آخر) روى أبو داود الطيالسي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «مثلي ومثل الأنبياء كمثل رجل بني دارا فأكملها وأحسنها ، إلا موضع لبنة ، فكان من دخلها فنظر إليها قال : ما أحسنها إلا موضع هذه اللبنة ، فأنا موضع اللبنة ، ختم بي الأنبياء عليهم الصلاة والسلام». ورواه البخاري ومسلم والترمذي وقال الترمذي : صحيح غريب من هذا الوجه.
(حديث آخر) روى الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «مثلي ومثل النبيين كمثل رجل بنى دارا فأتمها ، إلا لبنة واحدة ، فجئت أنا فأتممت تلك اللبنة». انفرد به مسلم.
(حديث آخر) روى الإمام أحمد عن أبي الطفيل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا نبوة بعدي إلا المبشرات» قيل : وما المبشرات يا رسول الله؟ قال : «الرؤيا الحسنة ـ أو قال ـ الصالحة».