من الغلس.
وفي الصحيحين أيضا أنها قالت : لو أدرك رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ما أحدث النساء لمنعهن من المساجد ، كما منعت نساء بني إسرائيل!
فماذا أحدث النساء في حياة عائشة ـ رضي الله عنها ـ؟ وماذا كان يمكن أن يحدثن حتى ترى أن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ كان مانعهن من الصلاة؟! ماذا بالقياس إلى ما نراه في هذه الأيام؟!).
٣ ـ رأينا في تفسير قوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) أنّ هذه الآية تدل على أن أزواجه عليه الصلاة والسلام من أهل بيته ، وكونها في أزواجه عليه الصلاة والسلام لا يعني أن آل البيت هنا لا يراد بها إلا أزواجه عليه الصلاة والسلام. فكلمة آل البيت كلمة أعمّ ، وسياق ورودها هو الذي يحدّد ما يدخل فيها. وفي هذه الآية قال ابن كثير : (وقوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ...) نص في دخول أزواج النبي صلىاللهعليهوسلم في أهل البيت ههنا ؛ لأنهن سبب نزول هذه الآية ، وسبب النزول داخل فيه قولا واحدا ، إما وحده على قول ، أو مع غيره على الصحيح. وروى ابن جرير عن عكرمة أنه كان ينادي في السوق (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً.) نزلت في نساء النبي صلىاللهعليهوسلم خاصة ، وهكذا روى ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) قال : نزلت في نساء النبي صلىاللهعليهوسلم خاصة ، وقال عكرمة : من شاء باهلته أنّها نزلت في شأن نساء النبي صلىاللهعليهوسلم فإن كان المراد أنهن كن سبب النزول دون غيرهن فصحيح ، وإن أريد أنهن المراد فقط دون غيرهن ففي هذا نظر ؛ فإنه قد وردت أحاديث تدل على أن المراد أعمّ من ذلك). ثمّ ذكر ابن كثير أحاديث كثيرة تدلّ على ذلك ، وختم كلامه بذكر رواية تخصّص غير نسائه صلىاللهعليهوسلم بلقب أهل البيت وعلّق على ذلك قال : (روى مسلم في صحيحه عن يزيد بن حبان قال : انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمرو بن مسلمة إلى زيد بن أرقم رضي الله عنه ، فلما جلسنا إليه قال له حصين لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا ، رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وسمعت حديثه ، وغزوت معه ، وصليت خلفه ، لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا. حدّثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله قال : يا ابن أخي والله لقد كبرت سني ، وقدم عهدي ، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ،