(فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ) أي فتول عن هؤلاء الكافرين وبلّغ ما أنزل إليك من ربك (وَانْتَظِرْ) النصرة وهلاكهم (إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ) الغلبة عليكم وهلاككم وسترى أنت عاقبة صبرك عليهم ، وعلى أداء رسالة الله في نصرتك وتأييدك ، وسيجدون غبّ ما ينتظرونه فيك وفي أصحابك. وبهذا انتهت السورة.
كلمة في السياق :
لاحظنا بشكل عام صلة السّورة بقوله تعالى من مقدّمة سورة البقرة : (الم* ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ.)
ومن المناسب أن نتذكّر أن مقدّمة سورة البقرة وصفت الكافرين بأنّهم (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ* خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ) لاحظ صلة ذلك بقوله تعالى هنا : (أَفَلا يَسْمَعُونَ أَفَلا يُبْصِرُونَ.)
ولنا عودة على السياق فلننقل الآن ما يتيسر نقله من الفوائد :
فوائد :
١ ـ هناك قضية مهمّة جدا تذكر بمناسبة قوله تعالى : (اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ) إذ إن أهل الكتاب يفصّلون في أمر هذه الستة أيام. أن يوم الأحد كان كذا ، ويوم الاثنين كان كذا. ويقولون ـ تعالى الله عن قولهم ـ إن الله استراح يوم السبت. وهذا القول وحده دليل على فساد ما قبله. وقد سرى بعض تفصيلهم إلى المسلمين ، ونقله بعضهم على أنه حديث صحيح. والأمر ليس كذلك. وقد ذكر هذا الموضوع ابن كثير في سورة البقرة ، ونبهنا عليه هناك ، وأعاده هنا فلننبه إلى ذلك. قال ابن كثير : (وقد أورد النسائي ههنا حديثا عن أبي هريرة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أخذ بيدي فقال : «إن الله خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ، ثم استوى على العرش في اليوم السابع ، فخلق التربة يوم السبت ، والجبال يوم الأحد ، والشجر يوم الاثنين ، والمكروه يوم الثلاثاء ، والنور يوم الأربعاء ، والدواب يوم الخميس ، وآدم يوم الجمعة في آخر ساعة من النهار بعد العصر ، وخلقه من أديم الأرض أحمرها وأسودها ، وطيبها وخبيثها ؛ من أجل ذلك جعل الله من بني آدم الطيب والخبيث» هكذا أورد هذا الحديث إسنادا ومتنا ، وقد