١٩ ـ بمناسبة قوله تعالى : (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ) يذكر ابن كثير الحديث المروي في الصحيحين عن أبي بكرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟» ثلاثا ، قلنا بلى يا رسول الله. قال : «الشرك بالله وعقوق الوالدين ، وكان متكئا فجلس فقال : ألا وقول الزور ، ألا وشهادة الزور». فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت ، إلا أن ابن كثير يرجح أن الآية تريد معنى أوسع من المعنى المراد بالحديث.
٢٠ ـ بمناسبة قوله تعالى : (وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً) قال ابن كثير : روى ابن أبي حاتم عن إبراهيم بن ميسرة أن ابن مسعود مر بلهو فلم يقف ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لقد أصبح ابن مسعود وأمسى كريما» .. وعن ميسرة قال بلغني أن ابن مسعود مر بلهو معرضا فلم يقف ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لقد أصبح ابن مسعود وأمسى كريما» ثم تلا إبراهيم بن ميسرة (وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً)
٢١ ـ بمناسبة قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ) قال ابن كثير : (يعني الذين يسألون الله أن يخرج من أصلابهم ومن ذرياتهم من يطيعه ويعبده وحده لا شريك له ، قال ابن عباس : يعنون من يعمل بطاعة الله ، فتقر به أعينهم في الدنيا والآخرة. قال عكرمة : لم يريدوا بذلك صباحة ولا جمالا وإنما أرادوا أن يكونوا مطيعين. وسئل الحسن البصري عن هذه الآية فقال : أن يري الله العبد المسلم من زوجته ومن أخيه ومن حميمه طاعة الله ، والله لا شىء أقر لعين المسلم من أن يرى ولدا أو ولد ولد أو أخا أو حميما مطيعا لله).
قال ابن جريج في قوله : (هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ) قال : يعبدونك فيحسنون عبادتك ، ولا يجرون علينا الجرائر ، وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : يعني يسألون الله تعالى لأزواجهم وذرياتهم أن يهديهم للإسلام ، وروى الإمام أحمد عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه قال : جلسنا إلى المقداد بن الأسود يوما فمر به رجل فقال : طوبى لهاتين العينين اللتين رأيا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، لوددنا أنا رأينا ما رأيت ، وشهدنا ما شهدت ، فاستغضب المقداد ، فجعلت أعجب لأنه ما قال إلا خيرا ثم أقبل إليه فقال : ما يحمل الرجل على أن يتمنى محضرا غيبه الله عنه ، لا يدري لو شهده كيف يكون فيه ، والله لقد حضر رسول الله صلىاللهعليهوسلم أقواما أكبهم الله على مناخرهم في جهنم ، لم يجيبوه ولم يصدقوه ، أولا تحمدون الله إذ أخرجكم من بطون أمهاتكم لا