لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنا أَشَدُّ عَذاباً وَأَبْقى (٧١) قالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلى ما جاءَنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالَّذِي فَطَرَنا فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ إِنَّما تَقْضِي هذِهِ الْحَياةَ الدُّنْيا (٧٢) إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنا لِيَغْفِرَ لَنا خَطايانا وَما أَكْرَهْتَنا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللهُ خَيْرٌ وَأَبْقى (٧٣) إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى (٧٤) وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحاتِ فَأُولئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلى (٧٥) جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ مَنْ تَزَكَّى (٧٦))
التفسير :
(وَلَقَدْ أَرَيْناهُ آياتِنا كُلَّها) لم يذكر هنا الآيات التي أريها ، ولكن من السياق نعرف أنه الحجج والبراهين والمعجزات وهي انقلاب العصا حية ، وخروج يد موسى بيضاء من غير سوء ، وفي سورة الإسراء قال تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ بَيِّناتٍ). (فَكَذَّبَ) بالآيات (وَأَبى) قبول الحق ، ذلك موقف الكافرين من الحق ، التكذيب به ، ورفضه في كل زمان ومكان ، وإن زخرفوا هذا الرفض وهذا التكذيب بآلاف الصور ، إلا أن المسألة تبقى هكذا ، تكذيب للحق ، ورفض له ، مع قيام الحجة به ، فإذا تذكرنا أن محور السورة من سورة البقرة هو (وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ) عرفنا أن قصة فرعون في هذا السياق تعرفنا على أن الذين لا يؤمنون يكذبون ويرفضون ، لا لقصور في الحجة ، ولا لانعدام الآيات ، بل لمرض في أنفسهم ، ثم قال تعالى (قالَ) أي فرعون (أَجِئْتَنا لِتُخْرِجَنا مِنْ أَرْضِنا بِسِحْرِكَ يا مُوسى) قال ابن كثير في الآية : (يقول تعالى مخبرا عن فرعون أنه قال لموسى حين أراه الآية الكبرى ، وهي إلقاء عصاه فصارت ثعبانا عظيما ، ونزع يده من