كونوا أشد ما كنتم عليه ، إن ابني قيلة إن ظفروا بكم لم يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة ، وإن أطمعتموني ألجأتموهم حير كنانة ، أو تخرجوا محمدا من بين ظهرانيهم ، فيكون وحيدا مطرودا ، وأما ابنا قيلة فو الله ما هما وأهل دهلك في المذلة إلا سواء ، وأكفيكم حدهم وقال :
سأمنح جانبا مني غليظا |
|
على ما كان من قرب وبعد |
رجال الخزرجية أهل ذل |
|
إذا ما كان هزل بعد جد |
فبلغ ذلك رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : «والذي نفسي بيده لأقتلنهم ، ولأصلبنهم ، ولأهدينهم وهم كارهون ، إني رحمة ، بعثني الله ، ولا يتوفاني حتي يظهر الله دينه ، لي خمسة أسماء ، أنا محمد ، وأحمد ، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر ، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي ، وأنا العاقب» وقال أحمد بن صالح : أرجو أن يكون الحديث صحيحا. وروى الإمام أحمد ... عن عمر بن أبي قرة الكندي قال : كان حذيفة بالمدائن فكان يذكر أشياء قالها رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فجاء حذيفة إلى سلمان ، فقال سلمان : يا حذيفة إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم خطب فقال : «أيما رجل سببته في غضبي أو لعنته لعنة ، فإنما أنا رجل من ولد آدم ، أغضب كما تغضبون ، وإنما بعثني الله رحمة للعالمين ، فاجعلها صلاة عليه يوم القيامة». ورواه أبو داود ... فإن قيل فأي رحمة حصلت لمن كفر به؟ فالجواب ما رواه أبو جعفر بن جرير ... عن ابن عباس في قوله : (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ) قال : من آمن بالله واليوم الآخر كتب له الرحمة في الدنيا والآخرة. ومن لم يؤمن بالله ورسوله عوفي مما أصاب الأمم من الخسف والقذف وهكذا رواه ابن أبي حاتم وقد رواه أبو القاسم الطبراني عن ابن عباس (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ) قال : من تبعه كان له رحمة في الدنيا والآخرة ، ومن لم يتبعه عوفي مما كان يبتلى به سائر الأمم من الخسف والمسخ والقذف.
١٢ ـ وبمناسبة قوله تعالى (قالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمنُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ) قال قتادة : كانت الأنبياء عليهمالسلام يقولون (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ) وأمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يقول ذلك وعن مالك عن زيد ابن أسلم كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا شهد غزاة قال : (رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ ....)