بتَمامِه دُفْعَةً فيُسمَّى ما يخرج فيه الى الفعل قبل خُروج تمامه كَمالا أوّلا ، وكَمالُه الذى يخرج من القوّة الى الفعل لا يكونُ من شأنه أنْ يَخرج بتَمامه دُفْعَةً فيسمَّى ما يخرج فيه الى الفعل قبل خُروجه بتَمامه كَمالاً أوّلاً ، أيضا. وكماله الذى يتوخّاه ويقصده بعد تقدير خُروجه الى الفعل يكون من شأنه أنْ يخرج بتمامه دُفعة ، فان كان حصوله لذلك الشّىء يجعله نوعا غير ما كان قبل الحصول فيُسمَّى مثل ما سبق : كمالا أوّلاً. وما يصدر عنه بعد تَنوّعهٍ من حيث هو ذلك النّوع يُسَمَّى كمالا ثانيا. وبهذا الاعتبار تُعَرَّف النَّفْس بأنّها كمال أوّل لجسم طبيعىّ ذى حياة بالقوّة.
فالنَّبض علامة الحياة ، وتوقُّفه علامة الموت اذا صاحبته بُرودة واصفرار واستمرّ يوما كاملا.
وذكرنا من قبل أنّه لا يصحّ دفن صاحب السّكتة الّا بعد انقضاء يومٍ من سَكتة نَبْضِه.
نبع :
النَّبْع : شجر جَبلىّ يُتَّخَذ منه القِسىّ والسِّهام ، وعُوْدُه وزِينٌ أصفر ، واذا تقادم احْمَرّ.
قال المبرّد : وهو والشّريان والشَّوحط شجرة واحدة لكنُ تختلف أسماؤها باختلاف مَنابتها فما كان منها فى قُلَّة الجبل فهو النَّبْع وما كان فى سَفْحِه فهو الشِّريان وما كان فى الحَضيض فهو الشَّوْحَط. ولا نارَ فى النَّبع ولذلك يُضرب به المثَل فيقال لو اقتدح فلان بالنَّبْع لأورَى نارا ، اذا وُصِف بجودة الرّأى والحذق فى الأمور.