طَبقتَين : أُولاهما الأثنَى عَشَر وفَمُها متَّصل بقَعْر المعدة ويُسمَّى البوَّاب. وطولها اثنا عشر اصبعا من أصابع صاحبها. وسَعَتُها كسَعَة فمه المسمَّى بالبوّاب ، وخُلِقَ مستقيما ممتدّا من المعدة الى أسفل ليكون أوّل الاندفاع متيسِّرا ، لأنه فى المستقيم أسْرَع منه فى المعوجّ.
وثانيهما : ما يتَّصل به وهو المِعَى المسمَّى بالصّائم. وسُمِّى بذلك لأنّه خالٍ فى أكثر الأوقات فالذى ينجذب اليه يَنْفَصِل عنه سريعا لأنّ العُروق المَساريقيّة أكثرها متَّصل به لأنّه أقرب الأمعاء الى الكبد ولأنّ المِرَّة الصّفراء تنصبّ اليه فتساعد على صرف الطّعام عنه. وهو يَضيق ويَضمر فى المرض جدّا.
ويتّصل به المِعَى الدّقيق ويُسَمَّى باللَّفائفِىّ لأنّه كثير التّلافيف لما عَرفتَه.
والهَضْم فيها أكثر من السُّفْلَى.
ويتَّصل به المِعَى المسمَّى بالأعور لأنّه ليس له الّا فم واحد.
واذا تمّ الهضم اندفع بسهولة عنه اذ يصير ثُفْلاً فينحدر فى الأرْبِيَة.
ويتّصل به المِعَى المسمَّى بالقولون ، وهو يَعْرُض فيه القُولنج ، ومنه اشتقّ اسمُه.
ويتَّصل به المِعَى المسمَّى بالمستقيم لاستقامته ، وهو قصير واسع ، وخُلِق مستقيما ليكون اندفاع الثُّفل عنه أسهل.
وفى الحديث : (المؤمن يأكل فى مِعىً واحد والكافر يأكل فى سبعة أمعاء) (٣٨). قيل هو مَثَل للمؤمن فى أنّه لا يأكل الّا من الحلال ويَتَوَقَّى الحرامَ والشُّبْهَة ، وللكافِر فى أنّه لا يُبالى من أين أكل وكيف أكل.
وهو مَثَل ضربه (ص) للمؤمن فى زُهده فى الدُّنيا وقناعته بالبُلْغَة من العيش وما أوتىَ من الكفاية ، وللكافر فى اتّساعه ورغبته فى الدُّنيا وحرصه على جمع حُطامها.