أبى الحسن مقدرة فى البناء ، فكذلك الهمزة فى «ميكائيل». فإن قلت : فلم لا تجعلها بمنزلة التي فى «حطايط» و«جرايض» فإن ذلك لا يجوز ، لأن الدلالة لم تقم على زيادتها ، كما قلت فى قولهم : «جرواض» فهو ذا بمنزلة التي فى «برائل» وكذلك «جبريل» الهمزة التي تحذف منها ينبغى أن يقدر حذفها للتخفيف ، / وحذفها للتخفيف لا يوجب إسقاطها من أصل البناء ، كما لم يجز إسقاطها فى «سوايه» من أصل البناء. فإذا كان كذلك كانت الكلمة من بنات الخمسة ، وهذا التقدير يقوى قول من قرأ «جبرئل» و«ميكائيل» بالهمزة ، لأنه يقول : إن الذي قرأ «جبريل» وإن كان فى اللفظ مثل «برطيل» فتلك الهمزة عنده مقدرة ، وإذا كانت مقدرة فى المعنى فهى مثل ما ثبت فى اللفظ ، وأما «اسرافيل» فالهمزة فيه أصلى ، لأن الكلمة من بنات الأربعة ، كما كانت الميم من «ميكايل» كذلك ؛ ف «إسرافيل» من الخمسة ، كما كان «جبريل» كذلك ، والقول فى همزة «اسرايل» و«إسماعيل» و«ابراهيم» مثل القول فى همزة «اسرافيل» ، فإنها من نفس الكلمة ، والكلمة من بنات الخمسة ، وقد جاء فى أشعارهم الأمران ، ما هو على لفظ التعريب ، وما هو خارج عن ذلك ، قال :
عبدوا الصّليب وكذّبوا بمحمد |
|
وبجبرئيل وكذّبوا ميكالا |
وقال :
وجبريل رسول الله فينا |
|
وروح القدس ليس له كفاء (١) |
__________________
(١) البيت لحسان بن ثابت.