الرابع والسبعون
هذا باب ما جاء في التنزيل مما يتخرج على أبنية التصريف
فمن ذلك قوله تعالى : (ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ) (١). فسّروه مرة ب «فعيلة» من الذر ، و«فعلولة» منه أيضا ، من : ذرأ الله الخلق.
ومن ذلك قوله تعالى : (كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ). (٢) قال أبو على : من قال : درى ، كان «فعّيلا» من «الدرء» الذي هو الدفع ، وإن خفّفت الهمزة من هذا قلت : درى.
وحكى سيبويه عن أبى الخطاب : كوكب درّى ، فى الصفات ، ومن الأسماء : المرّيق ، للعصفر.
ومن ذلك : جبريل ، وميكائيل ، وإسرائيل.
قال أبو على : روينا عن أبى الحسن من طريق أبى عبد الله اليزيدي عن عمه عنه أنه قال : فى «جبريل» خمس لغات : جبرايل ، وجبرئيل ، وجبرال ، وجبريل ، وجبرين ، وهذه أسماء معربة ؛ فإذا أتى بها على ما فى أبنية العرب مثله كان أذهب فى باب التعريب ، يقوى ذلك تغييرهم للحروف المفردة التي ليست من حروفهم ، لتغييرهم الحرف الذي بين الهاء والباء فى قلبهم إياه إلى الباء المحضة أو الفاء المحضة ؛ / كقولهم : البرند ، والفرند ؛ وكذلك
__________________
(١) آل عمران : ٣٤.
(٢) النور : ٣٥.