ومن ذلك قوله تعالى : (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) (١) ، يقرأ بالتاء والياء ، فمن قرأ بالتاء فتقديره : لا تحسبن بخل الذين يبخلون بما أتاهم الله من فضله ، فحذف «البخل» وأقام المضاف إليه مقامه ، وهو «الذين» ، كما قال : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ) (٢). ومعناه : أهل القرية.
ومن قرأ بالياء : ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله البخل خيرا لهم. وهو فى هذه القراءة استشهاد سيبويه. وهو أجود القراءتين فى تقدير النحو ، وذلك أن الذي يقرأ بالتاء يضمر «البخل» من قبل أن يجرى لفظة تدل عليه ، والذي يقرأ بالياء يضمر «البخل» بعد ذكر يبخلون ، كما قال : من كذب كان شرّا له.
__________________
(١) آل عمران : ١٨٠.
(٢) يوسف : ٨٢.