قال أحمد : وذلك لكثرة الحروف فى «زحزح عن النّار».
وروى عنه إدغام (فَلا جُناحَ عَلَيْهِ) (١). قال سيبويه : (٢) ومما قالت العرب تصديقا لهذا فى الإدغام قول بنى تميم «محّم» يريدون : «معهم» ، «ومحّاؤلاء» يريدون : مع هؤلاء ، ومما قالت العرب فى إدغام الهاء مع الحاء قوله :
كأنّها بعد كلال الزّاجر |
|
ومسحى مرّ عقاب كاسر |
يريدون : ومسحه ، العين مع الحاء (٣) ، كقولك : أقطع حّملا ، الإدغام حسن والبيان حسن ، لأنهما من مخرج واحد ، ولم تدغم الحاء فى العين «امدح عرفة» لأن : الحاء قد يفزعون (٤) إليها إذا وقعت الهاء (٥) مع العين ، وهى مثلها فى الهمس والرخاوة ، ومع قرب المخرجين. فأجريت مجرى الميم مع الباء ، فجعلتها بمنزلة الهاء ، كما جعلت الميم بمنزلة النون مع الباء ، ولم تقو العين على الحاء ، إذ كانت هذه قصّتها. وهما من المخرج الثاني من الحلق ، وليست حروف الحلق بأصل فى الإدغام ، ولكنك لو قلبت العين حاء فقلت : فى «امدح عرفة» : «أمد حّرفة» ، جاز ، كما قلت : اجنحة ، تريد : أجبه عنبة ، حيث أدغمت وحوّلت العين حاء. ثم أدغمت الهاء فيها.
__________________
(١) البقرة : ١٥٨.
(٢) الكتاب (٢ : ٤١٣).
(٣) يريد أنه أخفى الهاء عند الحاء ، وسماه إدغاما لأن الإخفاء عنده ضرب من الإدغام.
(٤) الكتاب : «يفرون».
(٥) الأصل : «أولها» وما أثبتنا من الكتاب.